تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


عقدة نوبل

رؤية
الأحد 8/6/2008
محمد قاسم الخليل

وصلني منذ أيام من الناقد المصري محمود قاسم أحدث كتاباته الموسوعية بعنوان (أدباء جائزة نوبل) يرصد فيه الأدباء الذين نالوا جائزة نوبل للآداب منذ إحداثها في مطلع القرن العشرين وحتى العام الماضي.

والصديق محمود قاسم لمن لا يعرفه ناقد موسوعي يمتلك حيوية ملحوظة في البحث والتأليف رغم اقترابه من الستين, فقد سبق له أن أصدر عدة موسوعات لا يستغني الباحث عن الرجوع إليها, ومنها موسوعة الممثل العربي والأفلام العربية المقتبسة, وأفيش الفيلم العربي والأفلام العربية خلال القرن العشرين.‏

وعندما نستعرض أسماء الأدباء الذين نالوا نوبل على مدى قرن ونيف نتأكد أن الأدباء العرب ليس لهم نصيب من جوائز نوبل للآداب باستثناء وحيد معروف وهو نجيب محفوظ.‏

وهنا يبرز السؤال القديم الجديد عن أسباب عدم وصول الأدباء العرب إلى العالمية, ليكون لهم حظ نيل آداب نوبل?!‏

وعندما نتعمق في البحث نكتشف أن الوصول إلى العالمية وإلى نوبل لا يتعلق بمستوى الأدب العربي شعراً وروايةو فعندنا قامات أدبية تقارب الحائزين على نوبل, وقد ترجمت أعمال كثيرين منهم إلى اللغات الأجنبية, وهناك أدباء عرب أو من أصل عربي كتبوا باللغات الأجنبية, ومع ذلك لم ينالوا حظوة نوبل.‏

ونعود للنظر والبحث مرة أخرى فنكتشف أن المسألة تتعلق بكيفية تسويق أنفسهم على الصعيد العالمي, وتسويق أدبهم عند لجان اختيار صاحب الحظ السعيد لنيل نوبل.‏

المسألة باختصار تتعلق بالأسلوب الأمثل لتقديم الأدباء العرب وأسلوب ترشيحهم من قبل الأفراد أو المنظمات المعنية بالترشيح, وبالتأكيد كما لاحظنا خلال السنوات الأخيرة لا يتعلق الأمر بمواقف فكرية, وتلعب الأفكار السياسية دوراً في بعض الأحيان..‏

والمطلوب إذاً مراجعة من الأدباء والمنظمات والمؤسسات الثقافية والبحث عن أسلوب أكثر حيوية في تقديم أدبائنا إلى لجان الجائزة, وإذا اكتشفنا الحل السحري نتمكن من حل عقدة نوبل.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية