|
حدث وتعليق الأمر الذي يؤشر إلى نيات عدوانية خبيثة تتذرع بالإرهاب الداعشي لتنفيذ مخططات استعمارية معدّة مسبقاً للمنطقة، ويعكس حجم التضليل الذي تنتهجه واشنطن لتهيئة الأجواء التي تبرر تدخلها السافر في شؤون الدول المستهدفة وفي مقدمتها سورية والعراق. التناقض الأكبر في هذه التصريحات جاء على لسان رئيس هيئة الأركان الأميركية مارتن ديمبسي الذي قال بأن تنظيم داعش هو مجموعة من الأقزام وأن استراتيجية محاربته بدأت تؤتي ثمارها ليخالف بذلك تصريحات للرئيس الأميركي باراك أوباما الذي اعتبر أن «داعش» لم يضعف نتيجة الضربات وأن الظروف قد تتغيّر في أي لحظة لمصلحته، هذا التناقض يشير إلى غياب الاستراتيجية الأميركية في مواجهة الإرهاب أولاً، ويعكس رغبة واشنطن بإطالة أمد هذه المواجهة لجهة إضعاف دول المنطقة واستنزاف خيراتها وطاقاتها ثانياً، وهو هدف تسعى إليه كل من واشنطن والكيان الصهيوني على الدوام. التناقض الأميركي تجاه إرهاب داعش لم يتوقف عند هذا الحدّ وإنما وصل حدّ تجاهل جرائم هذا التنظيم بحق الإنسانية عندما طالت مواطنين عرباً والتركيز عليها وتضخيمها عندما تطال مواطنين غربيين وقد تجلّى ذلك بوصف أوباما لمقتل الصحفي الأميركي بالشر المطلق بينما لم يعلّق على مقتل مئات وآلاف المدنيين العرب بصورة وحشية على أيدي إرهابيي داعش، الأمر الذي يعكس ازدواجية مقيتة في التعاطي والتعامل مع جرائم إرهابية متطابقة لا يمكن التفريق بينها ولا يختلف حول بشاعتها اثنان. هذا التناقض في التصريحات والمواقف الأميركية يثير شكوكاً كبيرة حول رغبة واشنطن في مكافحة الإرهاب ويعكس سعيها لإطالة عمر محاربة الإرهاب في المنطقة من أجل توظيفه واستغلاله على نطاق واسع، وهو ما يؤثر بالضرورة على مصالح الدول الغربية الداعمة لهذا الإرهاب، ولعل مقتل عدد من الصحفيين الأجانب على يد «داعش» خير دليل على ذلك، ما يتطلب من شعوب هذه الدول وبقية دول العالم التنبه لمخاطر السياسة الأميركية التي تضرب بعرض الحائط مصالح وأمن واستقرار شعوب المنطقة والعالم. |
|