تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الهامش المتاح

إضاءات
الأربعاء 19-11-2014
أحمد عرابي بعاج

في الوقت الذي يحاول فيه المبعوث الأممي دي ميستورا خلق المناخات الدولية والإقليمية المناسبة للبوح بتفاصيل مبادرته التي وعدت سورية بدراستها بجدية والتي على أثرها تحرك المسؤول الأممي في أكثر من عاصمة لها صلة بما يحدث في سورية،

ما زالت الدول الراعية للإرهاب هي ذاتها وما زال الدعم المقدم لداعش والنصرة وسواها يقدم من أكثر من طرف دون الالتفات إلى أن هناك قرارات صدرت من مجلس الأمن تتمحور حول ضرورة مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه.‏

لقد وعدت المنظمة الدولية بمراجعة لمدى تطبيق تلك القرارات بعد ستة أشهر انقضى منها زمن لابأس به لبيان مدى التقدم في تنفيذ تلك القرارات، متجاوزين أو متناسين أن الأطراف التي تتحكم بالتنظيمات الإرهابية لا مصلحة لها بوقف الإرهاب الذي يحدث في سورية والعراق خصوصاً بعد افتضاح مساهمة دول محددة باتت معروفة في محاولة تدمير مقدراتهما وبناهما التحتية والعبث بمصيرهما لمصلحة الكيان الصهيوني الذي رفض حتى الآن تطبيق عشرات القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة ومجلس الأمن فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وجديدها أنها رفضت مؤخراً استقبال لجنة تقصي الحقائق الأممية حول الحرب على غزة ولم يسألها أحد لماذا!!‏

فهل هناك من يستطيع أن يلجم الكيان الصهيوني عن دعمه للإرهاب على الحدود الجنوبية السورية ويجبره على وقف هذا الدعم!!‏

اليقين بأن لا أحد سيفعل ذلك ولا حتى الولايات المتحدة الأمريكية، والسبب ليس لأن واشنطن لا تستطيع ،بل لأنها لا ترغب.‏

وكذلك بالنسبة لتركيا القاعدة الرئيسية للإرهاب في المنطقة حالياً والتي انتهجت سياسة العداء للدولة والشعب السوري منذ أكثر من ثلاث سنوات وقامت بإنشاء قواعد لتجميع الإرهابيين وجعلت من أراضيها مركزاً متقدماً لاستقبال القادمين من شتى الدول وهي تعرف ما تفعل وتحاول أن تستنزف مقدرات الدولة السورية بأي شكل وبأي ثمن رغبة منها في زيادة رقعة الدمار وإشغال الجيش السوري في معركته مع الإرهاب لمصلحة العدو الصهيوني حليف تركيا التاريخي، مهما حاولوا تقديم المسرحيات التي ما لبث أن انكشفت للشارع التركي والعربي ولم تعد تنطلي ألاعيب أردوغان وجماعته على أحد.‏

فالحليفان يدعمان طرفا الإرهاب الأبرز على الساحة الآن داعش من جهة والنصرة من الجهة المقابلة وواشنطن ترى وتسمع وترعى وتبارك.‏

فهل يستطيع الموفد الأممي أن يؤثر في مسألة وقف دعم الإرهاب وتجفيف منابعه والتي تعتبر اللبنة الأولى في أي حلّ سياسي يرغب به كما ترغب به سورية وكل الدول الجادة في محاربة الإرهاب!!.‏

سورية التي طالبت مبكراً بوقف الإرهاب عبر تجفيف مصادر التمويل والدعم العسكري والمادي وحتى السياسي، الذي ما زال جزءاً من دمى إسطنبول يرون في جبهة النصرة حليفاً وجناحاً لتلك المعارضة، غير آبهين بقرارات مجلس الأمن التي اعترفت أخيراً بأن النصرة وداعش وسواها هم أكثر التنظيمات الإرهابية التي أثرت سلباً في الأزمة والحرب على سورية وطالبت بوقف دعمها، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك أن طالبت بالقضاء عليها.‏

فهل تفعل الولايات المتحدة الأمريكية وطائراتها ما لم تستطعه مع حلفائها على الأرض؟!‏

فلو أرادت لوفرت ثمن طلعاتها الجوية وقصفها العشوائي الذي أدى إلى حَوَل أمراء الخليج ومد ألسنتهم لهاثاً جراء الفاتورة اليومية المستمرة التي تستنزف ما ادخروه من دولارات النفط والغاز لجلب الشر إلى المنطقة، والتي سوف تطولهم حلباته، حيث جعل هاجس الخوف عندهم يصل إلى مرحلة الاستنجاد بقوى عربية وإقليمية لنشرها على حدودها مع العراق خشية أن تصل ولاية داعش الخرافية إلى عروشهم وكروشهم.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية