|
عواصم التي ستضر بمصالحه لذلك سيتناغم مع الموقف الروسي باتجاه الحل السلمي، ما يفرض انحسار دور أمراء الحرب العرب السعودي القطري ورديفهم التركي بأوامر من سيدهم الأميركي، وأصبح يقيناً أن الحل الوحيد للأزمة في سورية هو بالحوار ووقف دول التآمر عن إمداد المجموعات الإرهابية المسلحة التي تضم متطرفين ينتمون إلى القاعدة، لأن نار هذه الأزمة ستصل لكثير من الدول. هذا ما حذر منه عضو المكتب السياسي في حركة أمل حسن قبلان الداعمين للإرهاب في سورية بأن المنطقة برمتها ستحترق إذا لم تطفأ النار في سورية. وحمل قبلان في تصريح له أمس الدول الداعمة للإرهاب في سورية مسؤولية ما يحدث فيها وقال: "إن هذه الدول هي من فجرت الحرب ضد سورية وتآمرت لتدميرها". وأكد قبلان أن كل الضغط المعنوي والمادي والتسليح عجز عن إضعاف سورية المقاومة وهذا ما تشير إليه الوقائع على الأرض مشيراً إلى أن الأردن يقع على خط تماس بكل التعقيدات التي تحدث في المنطقة. المعارضة مشتتة وفشلت في تدمير الدولة السورية بالقوة العسكرية كما أكدت صحيفة كيهان العربي الإيرانية أن الرئيس بشار الأسد حدد في لقائه التلفزيوني الأخير معالم سورية المستقبلية بوضوح لا يقبل التأويل والتفسير بأن خيارها الوحيد هو الانتصار. وقالت الصحيفة في مقال لها أمس بعنوان سورية تتخطى الخطر الاستراتيجي أن التقدم الذي حققه الجيش العربي السوري على الأرض زاد من تشتت "المعارضة المسلحة" وفي الوقت نفسه عجل بظهور مؤشرات في الخارج تدفع باتجاه الحل السلمي بعد أن فشلت المعارضة وعلى مدى سنتين من تدمير الدولة السورية بالقوة العسكرية". وأضافت الصحيفة: "أن هذه المؤشرات جاءت من خلال تقرير الجنرال مايكل فلين مدير وكالة الاستخبارات الأميركية الذي سيدلي به أمام لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ الأميركي ويعلن فيه بناء على ما كشفته وكالة بلومبرغ نيوز بأن الحكومة في سورية تبدو متماسكة إلى حد كبير واعترافه الصريح بأنه لا توجد أي مجموعة قادرة على توحيد صفوف "المعارضة السورية" المشتتة حول استراتيجية واحدة. وأكدت الصحيفة أن المؤشرات التي ظهرت مؤخراً في الأجواء الدولية تؤكد وبما لا يقبل الشك الدفع باتجاه الحوار كمخرج وحيد للازمة في سورية وانحسار دور أمراء الحرب العرب الخليجيين والأتراك الذين لا خيار لهم أمام السيد الأميركي الذي بدأ تناغمه واضحاً وصريحاً مع الموقف الروسي الذي ينتظر تشكيل وفد "المعارضة السورية" من واشنطن. وأضافت الصحيفة أن القناعة الأميركية ليست خياراً إنسانياً أو أخلاقياً للأزمة في سورية بقدر ما هي وقف للتداعيات الخطيرة التي بدأت تشعر بها أولاً على حلفائها في المنطقة وثانياً عليها وهي تلامس الهزيمة القريبة والنهائية للإرهابيين في سورية والذين جاؤوا من أصقاع الأرض المختلفة بما فيها الغرب. وأوضحت الصحيفة أن رفض مجلس الأمن الدولي بالإجماع تصاعد العنف في سورية والمطالبة بإنهائه فوراً وتصريح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في تركيا بأن "المراهنة على الحل العسكري في سورية أمر مستحيل" وكذلك خضوع قمة الثماني في لندن للتوصية الروسية بعدم الإشارة إلى تنحي الرئيس الأسد وعزلة لندن وباريس لدعم المعارضة المسلحة جميعها تصب في استبعاد الحل العسكري نهائياً عن الأزمة في سورية. رئيس الحكومة التشيكية الأسبق أكد أن تصرفات السياسيين الغربيين أظهرت قصر نظر واضحاً من جانبه أكد ييرجي باروبيك رئيس الحكومة التشيكية الأسبق ورئيس حزب الاشتراكيين الوطنيين "يسار القرن 21" أن ما يجري الآن في سورية هو محاولة جدية لتدمير الدولة العلمانية فيها. واعتبر باروبيك أن تصرفات السياسيين الغربيين في سورية وقبل ذلك في ليبيا ومصر أظهرت قصر نظر واضحاً داعياً الدول الغربية إلى التوقف عن إمداد المجموعات المسلحة في سورية بالأسلحة لأنها تضم في صفوفها متطرفين من مختلف دول العالم وفي مقدمتهم أعضاء من تنظيم القاعدة. ورأى باروبيك أن ما تسمى الدول القيادية في الاتحاد الأوروبي لن تستطيع القيام بدورها المستقبلي في الشرق الأوسط والخليج بالنظر للاهتمام الأقل الذي ستبديه أميركا بهذه المنطقة على المدى المتوسط والطويل مشيراً إلى أن أميركا لن تحتاج مستقبلاً إلى النفط والغاز من الشرق الأوسط أما فرنسا وبريطانيا فهما عاجزتان عن إتقان لعب دور الدول العظمى. ورداً على سؤال حول تقييمه لما يسمى بالربيع العربي قال باروبيك إن أغلب السياسيين الغربيين توقعوا من هذا الربيع أشياء غير واقعية ولاسيما خلق أنظمة ديمقراطية وفق النموذج الأوروبي الغربي أما النتيجة فكانت تفكيك الأنظمة القائمة في مصر وتونس وليبيا وخلق أنظمة متشددة معرباً عن خشيته من أنه مع مرور الوقت يمكن أن يتم تثبيت هذه الأنظمة في مصر وتونس وليبيا والابتعاد أكثر عن الدولة العلمانية. عضو الحزب الاشتراكي اليمني: الشعب والقيادة السورية أذهلا العالم بدفاعهم عن شرف وكرامة وعزة العرب بدوره أكد عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني محمد المقالح أن سورية تتعرض لمخطط واضح يهدف إلى تمزيقها وتدميرها وإسقاط الدولة فيها وإضعاف دورها المقاوم مشيراً إلى أن من يقاتل في سورية هم غزاة همج يأتون من كل أصقاع الأرض. وقال المقالح في حديث لصحيفة الجمهور اليمنية المستقلة نشر أمس: "إن الشعب والقيادة في سورية أذهلا العالم بدفاعهم المستميت عن شرف وكرامة وعزة العرب" مشيراً إلى أن سورية ستنتصر رغم كل الدعم الذي تقدمه الدول للعصابات الإرهابية التي تستغل وتتاجر بالأعضاء البشرية. وأضاف المقالح إن الجيش العربي السوري وعلى مدى عامين أبدى صموداً أدهش العالم على الرغم من تآمر وغزو وعدوان عسكري واستخباراتي وأمني وإعلامي وحصار اقتصادي من قبل الدول الغربية وتركيا وإسرائيل والسعودية وقطر. وأشار المقالح إلى أن التاريخ لم يشهد أن تجتمع الأمم كلها والإعلام والحصار الاقتصادي على دولة واحدة وتبقى صامدة كما يحدث في سورية مؤكداً أن صمود الشعب السوري وقيادته وجيشه يكمن في التصميم على القضاء على المجموعات الإرهابية المسلحة التي تعيث سفكاً لدماء أبناء الشعب السوري. |
|