|
عن لوفيغارو الحب في حياتها، الذي التقته أثناء دراستها في الجامعة كان مرشدها خلال مسيرة دربها. ولكن كان لا بد من انتظار صدور كتابها «الجنس الآخر «حتى تنجز أعما لا تتحدث فيها عن ذاتها. سؤال محير، لا إجابة عليه يقول: ماذا كان ستكون عليه أعمال سيمون دو بوفوار في حال لم تتعرف على جان بول سارتر ؟ مما لا شك فيه أن سارتر كان المحرك الأساسي لهذا الثنائي، هو من كان يمتلك الأفكار والعبقرية. ولكن اسهامات سيمون دو بوفوار في تلك الشراكة التي ربطت الاثنين لم تكن أقل أهمية. كان لكتبها الصادرة في السير الذاتية والتي جمعتهم في أربعة مجلدات دور لايقل شأناً عن دور كتاب «الكلمات «لرفيقها سارتر في تشكيل صحبتهم الشهيرة وفي تشكل شخصيتهما الأسطورية. ولم تكن كتبها مثل: مذكرات شابة رصينة وقوة الأشياء..الخ تعتبر نماذج في الموضوعية، فقد كانت في أغلب الأحيان تشبه عملية تصفية حسابات مضنية. ولكنها على الرغم من ذلك تبقى شاهداً لاغنى عنه عن عصرنا. وحري بنا القول أن الأعمال الفلسفية للأديبة والمفكرة دو بوفوار تعتبر أعمالا ضحلة وتتلخص بشكل خاص في الدفاع والتوضيح وكذلك تعتبر امتداداً لطروحات سارتر. وهذا ما نشعر فيه من خلال بواكير رواياتها، التي تضمنت اهتماماً بالأفكار التي ساقتها أكثر من اهتمامها في طريقة السرد. وفي آخر المطاف، أصبحت سيمون دو بوفوار مع إصدار كتابها «الجنس الآخر» هي نفسها بحد ذاتها القاضية لأجيال قادمة. وقد وفر لها هذا الكتاب، الذي قالت عنه إنها قررت كتابته بمحض الصدفة تقريباً، جمهور قراء عالمي، بحيث لم يترك لها مجالاً تحسد فيه صديقها على شيء. إلى درجة أنه ومع أواخر أعوام السبعينات تجاوزت حقوقها في التأليف عن الكتاب حقوق رفيقها سارتر عن كتبه. تندرج الطروحات التي ساقها كتاب «الجنس الآخر » ضمن المعرفة البدائية. وشكل الكتاب الإطار الإيديولوجي لحركة نسوية بلغت ذروتها خلال ستينات القرن الماضي، ولا سيما في الولايات المتحدة. حتى أصبحت سيمون دوبوفوار شخصية رمزية وشخصية عامة، تضع نفسها دوماً في خدمة قضية، تتواجد على جبهات المعارك كلها. وكانت مواقفها السياسية أقل ذاتية، حيث كانت تتماشى في جوهرها مع مواقف سارتر، وبالتالي فقد كانت ترتكب الأخطاء نفسها بكفاءة أقل. لقد جسدت الكاتبة والمفكرة سيمون دو بوفوار الأدب الملتزم بسيئاته وحسناته، ومن أجل ذلك حطمت كل ما يمكن أن يكون له تأثير عليها. ولهذا السبب كان لكتابها تأثيره الكبير والأزلي، كان جواز سفرها نحو القادم من الأيام، نقرؤه ربما، ولكن لا يمكننا نسيان تلك الشخصية التي أرادت أن تفرض نفسها بكل قوة في عصرها. |
|