|
ثقافة ولكن هذه المرة في مقهى شريك بالنشاطات الثقافية والموسيقية دخل مؤخراً إلى خارطة النشاطات الثقافية الأهلية وهو مقهى «جاز كافيه»، الواقع أيضاً في صحنايا، في هذا المقهى الذي ملأ أحد رفوفه بعدد من الكتب الثقافية والروايات العالمية، كان لنا موعد مع عدد من المشاركين في كتابة الشعر والغناء والعزف وذلك مساء الثلاثاء 7ـ1ـ 2013، ولعل المهم في هذا اللقاء هذا التواصل الاجتماعي الثقافي الذي خلقه النشاط الثقافي الذي أصرّ صانعوه على إنتاجه، في لحظة صاخبة من تاريخ سورية، هي أكثر من طارئة حسب توصيف صديقنا المسرحي «أحمد كنعان» الذي جاء هذه المرة ليباغتنا بنصوصه الشعرية معترفاً منذ البداية أنه ليس بشاعر، وهو المشغول بالمسرح، كنعان الذي يعتقد أن سورية والشام هي أغاني فيروز في الصباح، هي رائحة القهوة وجملة «صباح الخير» بين الناس، هذه هي الشام، جاء كنعان حاملاً زوّادته من الكتابة ليرد على كل ما يجري في البلد بسلة ملأى بالكلمات، ولم لا وهل كان الشعراء غير زارعين للكلام والشعر والأحلام في مختلف الظروف والأحوال؟ ومن بوح كلماته نأخذ: «زيارَتُكِ القصيرةُ لمْ أصدِّقْها... والفرحُ الّذي كنتِ تحملينَهُ لم أصدَّقْهُ... زيارَتُكِ الّتي انتهتْ بجنازةٍ... أصدِّقُ الجنازةَ». وله أيضاً: «ورائحَتُكِ ما زالتْ تُعذِّبُ الهواءَ». «أحمد كنعان» المسرحي، رعى بمفرده نشاطاً ثقافياً أهلياً بعنوان «يا مال الشام» بدأه في بيروت ويتابعه حالياً في دمشق، ولايزال يتابع نشاطه هذا. «صهيب عنجريني» حمل أيضاً نصوصه الشعرية وفي جعبته مجموعة شعرية ورواية أيضاً وحاصل على جائزة المزرعة في الشعر عام 2003، قبل أن يبدأ إلقاءه ذكر أنه يرى سورية عاصمة مثقفين، وطالب بوجود خطة مؤسساتية للنهوض بالثقافة، وهو العاتب على وزارة الثقافة التي ستنتقل بعد حين إلى مبنى جديد، وقد كلّفها الأمر ملايين كثيرة، وكان بإمكانها لو أرادت أن تقيم بهذه الملايين عشرة مهرجانات مسرحية ورأى أن هذه الأنشطة الثقافية الأهلية دليل التمسك بالحياة، فإذا نظرنا للأزمة فإن نصف أسبابها يعود لمسائل تخصّ الثقافة ومن فضاءاته: ثلاثة نصوص متناقضة لفتاة واحدة «- حفلٌ لعشَّاقِك الطَّيبين -.. فأنتِ شفيفةٌ كالماء، وهو عذبٌ مثلُك وأنتِ أكثرُ من أن تكوني حبيبةَ رجلٍ واحد وأرهفُ من أن أصدِّقَ انكِ كنتِ هنا.. ربما تعمَّدتِ ألا تتركي أثراً خلفك لم تنسي ربطةَ شعرٍ.. أو خاتماً كما يفعلنَ جميعاً ربما تواطأتُ معكِ حينَ ذكَّرتُكِ بذلك القُرطِ الصَّغير لا بأس.. سأتظاهرُ أنَّهُ كانَ حلماً كي تكرري اللعبةَ واثقةً أنك لن تختنقي». في مقابل هذه النصوص كان هناك محطة مع الغناء، ويبدو أننا نكتشف أنفسنا أيضاً مع صوت أنثوي تمكنت صاحبته من أسرِ صالة المقهى المليئة بعشاق الجمال والإبداع، إنها «ميرنا سكيف» التي غنت لفيروز إحدى روائعها «أعطني الناي» قصيدة جبران خليل جبران: أعطني الناي وغني فالغنا سر الوجود وأنين الناي يبقى بعد أن يفنى الوجود. وبعد دقائق من غنائها نكتشف أن «السيد فريد واكيم» زوج «ميرنا اسكيف» يغني أيضاً حيث شاركها أغنية وبعدها غنى لمارسيل خليفة «أمرّ باسمك» رائعة محمود درويش ومنها: أمر باسمك إذ أخلو إلى نفسي كما يمر دمشقي باندلس هنا أضاء لك الليمون ملح دمي وهاهنا وقعت ريحٌ على الفرس. وشارك في هذه الأمسية أيضاً الشاعر الزجلي «عرفان ورور» حيث ألقى عدة قصائد غزلية ووطنية، ومن غزله: «مرّة أنا وحلوة تلاقينا سوا قتلّها مجروح ولقيت الدوا». وفي نفس الإطار ألقى الشاعر الزجلي «غياث بدران» عدة قصائد زجلية ومن حقله نأخذ: كنتِ يا أجمل زنبقة بداري متل الصباح النوّر نهاري على الغيتار.. عزف الموســـــيقيان نجاة حمدي وعلاء حمدي، ومعهما انتقلنا مرة أخرى إلى فضاء الموسـيقا العذب. بكل حال ليس غريباً أن يعود جبران ودرويش للحياة من خلال الغناء، وليس غريباً أن يشعر درويش بالرضى وهو يستمع للشعر في هذا الملتقى من خلال روحه الخالدة. كما ضمّت الأمسية عدة محاولات لعدد من الشباب. فالشاب «عبد الداحول» دوّن صرخته العاطفية في نص، والشاب «محمد النعيمي» ألقى علينا عدة خواطر، وأيضاً الشاب «رأفت أيوب» ألقى شيئاً من نصوصه ومنها نص «مملكتي» أما الشابة «حنين قداح» فألقت محاولتين إحداهما زجلية. وبكل حال نرى أن الفضاء الذي أوجده هذا الملتقى يحتاج إلى جلسات نقد ذاتي.. وأزعم أن الشاعر «عدنان أزروني» يستطيع فعل ذلك بعد كل نشاط برفقة المجموعة الجميلة التي تحمل على عاتقها استمرارهذا الملتقى. ومن موقع المتابع نرى أن ازدحام الأسماء في الأمسية الواحدة لا يصبّ في خانة النوعية. ولنا وقفة أخرى تخص مساهمات الشباب الجدد "M3alouche@hotmail.com ">وتشجيعهم. "M3alouche@hotmail.com |
|