تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الدراما من واقع الحياة

رؤيـة
الأحد 12-1-2014
 عمار النعمة

للدراما دور هام ومؤثر في زمن المحن والأزمات.. حين تلامس المشاهدين بآمالهم وآلامهم وتنقل نبض حياتهم وتعبر عنها.. وتجيب عن أسئلة تدور في خواطرهم وهم بأمس الحاجة لها, هنا يأتي السؤال ماذا تقدم الدراما السورية هذه الأيام من أعمال قيّمة تتحدث عن واقعنا بصعوباته وايجابياته وسلبياته؟ هل تقدم أعمالاً تسعى في مضمونها نشر الوعي؟ والمؤلم عندما يتتالى على مسامعنا أنه يتم تصوير مسلسل باب الحارة بجزئه السادس.. نعم السادس.. وربما السابع في طريقه إلينا, فيبدو أن القيّمين على العمل لم يكتفوا بخمسة أجزاء قدموا من خلالها حالة لاتدل إلا على التخلف وأحوال الثرثرة والزعامة والطلاق والزواج... ولا ندري حتى اللحظة ما الذي سيضيفه جديده في وقت كهذا.

هل نعود إلى الوراء ونستذكر معاً (مسلسل الموت القادم إلى الشرق) للمخرج نجدت أنزور, هو يروي قصة مدينة تعيش آمنة مستقرة في جو من الهدوء حيث يعمل الرجال في حقولهم وأعمالهم وتعمل النساء في البيوت ويتربى الأبناء تربية جيدة, لكن سرعان ما يتغير الحال الهادئ حين يظهر مجموعة من قطاع الطرق الذي يعبثون بسلاحهم في البلدة ويخيفون أهلها, هذه الأحداث هي ما يجري على أرضنا سورية, فما رأيكم بدلاً من التغني ببطولات الأعمال الشامية المستهلكة, والأعمال التركية التي لاتحمل لافكرة ولا إخراجاً ولا أداء, أهدافها الترويج والسياحة المزيفة فقط, أن نعتز بأعمالنا القديمة التي كانت شبه مهملة ومرّت مرور الكرام... وأن نصنع أعمالاً جديدة تطرح أفكاراً جدية, تزرع فينا الحب والأمل التفاؤل.‏

الآن.. ورغم كل هذه الآلام، يجب ألا تتراجع الدراما السورية بعد ماحققته, لكن صُناعها بحاجة إلى أن يخلقوا من جديد مشاريع من نوع خاص, تعنى أول ما تعنى بالحياة بكل مافيها, وتحدد الأهداف وترسم الطرق المؤدية إليها.‏

">ammaralnameh@hotmial.com‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية