|
إضاءات وشاطرتها في مسعاها هذا الدولة السورية التي تؤكد أن لا حل إلا الحل السياسي الذي يحفظ دماء مواطنيها ومقدرات دولتها من الإرهاب الذي طال أراضيها بتآمر دول كبرى ودول إقليمية ومنظمات إرهابية جيء بها من كل حدب وصوب. ووفق هذا الفهم وجهت الحكومة الروسية الدعوات الرسمية للحكومة السورية ولأطياف المعارضة وممثلي المجتمع المدني لحضور اللقاء التشاوري المزمع عقده أواخر الشهر الحالي في موسكو والذي عملت على إنضاجه على هدوء طيلة الأشهر الماضية. وقد لقي هذا المسعى حتى الآن قبولاً دولياً وأممياً وإقليمياً بعضه علني والبعض الآخر صامت وآخر تعهد بالامتناع عن عرقلته حتى الآن على الأقل. المهم في هذا اللقاء التشاوري أن صاحب الدعوة سمى الشخصيات المعارضة بذاتها ولم يوجه الدعوة لكيانات انضج أغلبها في الخارج على عجل وكان الهدف الرئيسي منها المواجهة مع الدولة السورية وليس تشكيل أحزاب معارضة بالمعنى الحقيقي للمعارضة الوطنية التي تريد الخير لبلادها. ما يهم من اجتماع موسكو هو لقاء السوريين مع بعضهم للتشاور وإيجاد أرضية سياسية مشتركة تكون مقبولة وعقلانية وواقعية بعيداً عن الوعود المخادعة التي وقع في شركها العديد من المعارضين الذين صدقوا كذبة الديمقراطية الأمريكية وانحازوا للعمل ضد أوطانهم ولم يقبلوا بالحل السياسي الذي يحقن دماء أبناء وطنهم ومشوا وراء سراب، حيث لا نهاية لما يجري دون الوقوف في وجه الإرهاب أولاً والحفاظ على السيادة الوطنية وكرامة المواطن السوري الذي لا يقبل بالتدخل الخارجي بأي شكل من الأشكال وتحت أي مسمى. إذاً اللقاء مهم والمطلوب منه هو الأهم، فالبحث في أوراق العمل وإيجاد أرضية مشتركة للحل السياسي هو ما تريده الدولة السورية ومواطنيها بكافة أطيافهم ومكوناتهم وموسكو تلعب على هذا الجوهر، فهي ترغب في أن يثمر هذا اللقاء التشاوري عن أكبر قدر من مساحة التقارب بين كافة الأفكار والطروحات بين الحكومة السورية وبين مجموع التيارات المعارضة وممثلي المجتمع المدني السوري. وهذا الاجتماع التمهيدي التشاوري يضع أطراف المعارضة على المحك الوطني في الأفكار التي يمكن أن تطرح وأن تساهم في حل النزاع في سورية بالتعاون مع الحكومة والشعب في دعم الجيش العربي السوري للحفاظ على أراضي الوطن بأكمله ومحاربة التنظيمات التكفيرية الوهابية التي جلبت الخراب والدمار لسورية ولجوارها وبات القضاء عليها مسألة مطلوبة دولياً وإقليمياً إضافة إلى مطلب السوريون الذي يعملون على ذلك دون النظر إلى أي أحلاف أو تحالفات لديها أجندات واسعة لاستثمار الإرهاب وتوظيفه مرة تلو الأخرى. |
|