|
متابعات سياسية كما أنها أضافت لجرائمها بحق السوريين عموماً جريمة جديدة وهي دعم الإرهاب والإرهابيين في منطقة فصل القوات , والذي أدى إلى إخلاء قوات الاندوف لمواقعها مؤقتاً نتيجة اعتداءات التنظيمات المتطرفة غير مرة عليها فضلاً عن عدوان الكيان الإسرائيلي العسكري المباشر والمتكرر على الأراضي السورية بعد فشل الوكلاء بتحقيق المهمة الموكلة إليهم . وهذه الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحق السوريين وممتلكاتهم وأرضهم ومياههم في الجولان المحتل منذ عام 1967 وحتى يومنا تشكل أكبر دليل على عدم شرعية هذا الكيان ونياته العدوانية الهادفة إلى تهويد الجولان المحتل وتشريد أهله وإحلال يهود الشتات محلهم فما يقوم به هذا المحتل المغتصب من انتهاكات تفوق الوصف بحق الجولانيين تهدف إلى دفعهم إلى التخلي عن مواقفهم وتاريخهم وتمسكهم بوطنهم الأم ومغادرة بيوتهم وأرضهم . إن جرائم الإرهابيين في المنطقة المحررة من الجولان وخصوصاً في القنيطرة المحررة والتي دفعت الاندوف إلى إخلاء بعض مواقعها بشكل مؤقت لم تأت بالصدفة وإنما جاءت لتؤكد على أن دعم الولايات المتحدة ووكلائها في المنطقة بمن فيهم إسرائيل للمجموعات الإرهابية المتطرفة في منطقة الفصل لم يشكل انتهاكاً فاضحاً لاتفاق فصل القوات وللقانون الدولي ولقرارات الأمم المتحدة فحسب وإنما عرض حياة قوات الأمم المتحدة العاملة هناك للخطر وقوض ولاية الاندوف وقدرتها على أداء مهامها وهو ما سكتت عليه واشنطن للتستر على التنظيمات الإرهابية التي تنفذ أجنداتها. ولا شك أن الدعم الإسرائيلي للإرهابيين كان سبباً في ازدياد حرية حركة التنظيمات الإرهابية في منطقة الفصل وقيامها بإطلاق النار على قوات حفظ السلام التابعة للاندوف أو استهداف مواقعهم ودفعهم إلى إخلاء بعضها غير مرة تحت قوة السلاح وتحت أنظار قوات الاحتلال الإسرائيلية المنتشرة في المنطقة المحتلة من الجولان , وللأسف لم تقم الأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتها في التعامل مع هذا الواقع الخطير بما يستحقه من جدية واهتمام وذلك بعد تجاهل غير مبرر من قبل المعنيين في إدارة عمليات حفظ السلام لكل التحذيرات والمعلومات التي قامت سورية بنقلها بهذا الصدد إليهم . فقد وقفت الأمم المتحدة عاجزة عن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي رغم كل المطالبات الدولية والقرارات الأممية الخاصة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية عام 1967 بما فيها الجولان المحتل فلم يتحقق أي تقدم بهذا الصدد لا بل على العكس فقد ازداد الوضع سوءاً على سوء فبدلاً من أن نشهد سعياً نحو السلام والاستقرار في المنطقة شهدنا فصلاً جديداً من فصول العدوان الإسرائيلي على أهلنا في الجولان المحتل خصوصاً وعلى السوريين بشكل عام . إن أحكام الميثاق و قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بما في ذلك قرار مجلس الأمن رقم 497 لعام 1981 الذي اعتبر قرار إسرائيل بضم الجولان السوري المحتل في العام 1967 لاغياً وباطلاً وليس له أي اثر قانوني يجب أن تأخذ طريقها للتنفيذ حتى تصبح مصداقية المنظمة الدولية حقيقة واقعة ويصبح رفض المجتمع الدولي للاحتلال ولممارسات كيان الاحتلال الإسرائيلي غير المشروعة في الأراضي العربية المحتلة بما فيها الجولان السوري المحتل عنواناً دائماً لمشاريع القرارات المقدمة إلى مجلس الأمن الدولي والمنفذة على أرض الواقع . والواقع فإن جرائم الاحتلال الإسرائيلي وممارساته العنصرية بحق أهلنا في الجولان المحتل وتوسع دائرة عدوانه على السوريين عموماً من خلال دعم التنظيمات الإرهابية حيناً والعدوان العسكري المباشر حيناً آخر ما كانت لتتم لولا دعم الولايات المتحدة الأميركية المباشر للكيان الإسرائيلي وتسترها على جرائمه في المحافل الدولية وفي مقدمتها مجلس الأمن والجمعية العامة ومجلس حقوق الإنسان ورفضها مثول مجرمي الحرب الإسرائيليين أمام المحاكم الدولية . فالولايات المتحدة لا تريد تغيير سياستها المنحازة كلياً للكيان الإسرائيلي فهي تجري على عادتها القديمة في دعم العدوان والإرهاب ظناً منها أنها تحافظ على مصالحها في المنطقة دون أن تدرك أنها تخرب علاقتها بشعوب المنطقة برمتها وتنسف إمكانية ترتيب جديد لهذه العلاقة وتنظيم جديد لها يؤسس لعودة الحقوق لأصحابها ويردع العدوان الإسرائيلي ويحقق الأمن والاستقرار للجميع بما ينعكس إيجاباً على الاستقرار العالمي برمته . |
|