تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


في مهب السمع..

من داخل الهامش
الأربعاء 7-1-2015
ديب علي حسن

في مهب السمع، في مهب الريح، خارج الاطار، سمها كما شئت هي كلمات الى من يهمه الامر وكلنا حقيقة يهمنا الامر، ولنا ما نهتم به،

وغالبا نشغل بما ليس لنا، او نهتم بما لايعنينا، واظن انه سيأتي يوم ما ونهتم بما لنا وما علينا وما يعنينا وما لا يعنينا، ومن باب ما يهمني ويعنيني كقارىء ومتابع هذه كلمات في مهب سمع من يريد ان يسمع..‏

لكل المناسبات‏

هل قيض لك ان تتابع نشاط مراكزنا الثقافية في العاصمة دمشق، اذا فعلت ذلك فانك ستشعر بالرضا حقيقة للعمل المستمر والجيد والدؤوب، وثمة تحولات ايجابية بالاهتمام بشرائح جديدة في اطار هذا النشاط، ولكن هذا التميز لايعني انه لا مشكلة، ويتابع صديقي ومحدثي: هل تابعت فلانا على الفضائية وعلى الارضية، وفي برنامج كذا وكذا، وهل رأيته في وزارة الثقافة وفي مراكزها متنقلا من مركز لمركز وكأنه لا احد في العاصمة الا هو ؟‏

لا، لم اره، هناك من يراها ويهتم به ويظنه كنزا وطنيا، وهذه حالنا ومأساتنا اننا ان وقعنا في حب احد ما نفخناه حتى، وكلاهما ضار ومضر.‏

كتابان‏

بداية العام حملت مجلة المعرفة السورية أعرق المجلات السورية واكثرها رصانة - حملت مفاجأة جميلة لقرائها اذ قدمت كتابا مجانيا مع العدد حمل عنوان: الحرية والالتزام، اعداد وتقديم د. علي القيم رئيس تحرير المجلة، والكتاب مجموعة مقالات ودراسات نشرت في المجلة، بدءا من العدد الاول اذار 962، والمقال الاول للدكتور عبد الله عبد الدائم بعنوان: الحرية وحدودها، وينتهي الكتاب بمقال عبد الباقي يوسف.‏

اعادني هذا الاصدار الجيد والمتميز الى كتاب اخر اصدرته المجلة عام 1966 حمل عنوان: كيف نكتب تاريخنا القومي، وهو تحقيق كما قالت المجلة، وما بين الكتابين مسافة زمنية طويلة، هل يطويها انتظام كتاب المعرفة شهريا او كل ثلاثة اشهر ؟ نعرف ان الوضع المادي صعب، ولكنك ان اردت زرعا وحصادا نقيا فلا تبخس الثقافة حقها، ولا تعاملها كما لو انك تشتري... بالمناسبة مازلت مصرا على طرح فكرة انشاء سوق للكتاب الشعبي فوق فرع النهر الذي يمر قرب المتحف، فبدلا من أن ترى ركام القمامة لابأس ان ترى اكشاك كتب وصحف، وان تتنفس نسيم الحبر على (ضرره) اليس خيرا من مجار آسنة غفلت عنها عين المحافظة لعقد من الزمن ؟‏

أدب الشباب‏

بصوت مرتفع اثار اعجابي بعد جدل ونقاش صرخ الشاعر الشاب: اريد ان انشر في بلدي، قلمي ليس للبيع ابداً، لن اتاجر بحروفي من اجل حفنة من الدولارات، (لادوريات ولا صحف ولا برامج تعنى بأدب الشباب ونشر المتميز منه) وتتحدثون عن ضرورة الاهتمام بطاقاتهم وابداعهم ؟ كيف واين هل عجزت مؤسساتنا الثقافية عن ايجاد منبر حقيقي للمبدعين الشباب، وهي التي تغدق الملايين على الدراما ومع اول دور لأسوأ ممثل او ممثلة تجند الامكانات للحديث والحوار عن هذا وذاك، ما السر في ذلك احقا كلنا دراميون وبالدراما وحدها نعيش ؟‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية