|
الصفحة الأولى العلاقات الثنائية وحتى الاقليمية وربما الدولية في محيطنا دائماً قلقة ودائماً تهددها الاضطرابات رغم محاولات التجمع العديدة... جامعة الدول العربية مثلاً... الاتحاد العربي «سورية ومصر وليبيا والسودان»... الاتحاد المغاربي... مجلس التعاون الخليجي... جبهة الصمود والتصدي... إلخ كل هذه التجمعات لم تكن لتصمد في وجه أي عاصفة تحل بها. وكذا العلاقات الثنائية وآخرها كانت العلاقات السورية التركية التي تحولت بسرعة فريدة من علاقات الذوبان حباً إلى علاقات الحرب غير المعلنة... والمعلنة أحياناُ... وخصوصاً من تركيا على سورية «لحماية الشعب السوري..!!؟؟». وكذا العلاقات شبه الثنائية، كأن تكون بين تجمع ودولة كما في العلاقات التي عرفها مجلس التعاون الخليجي مع صدام حسين والحكاية تعرفونها. بصراحة يصح توصيف دول المنطقة بأنها تلك التي لا تحترم علاقاتها مع غيرها. وحتى في حالة عدم وجود التوتر لا يمكنها نهج سلوك للتعاون طابعه الجدية في مواجهة طوارئ الحياة والثبات على ذلك..؟! لماذا.... ؟! إنه شعور المؤامرة المتنامي إلى درجة اكتساح أي اعتبارات أخرى... هذا بشكل غير مباشر... فالشعور العام أننا نخضع إلى ما تريده الامبريالية العالمية وخصوصاً الولايات المتحدة الأميركية، طال الزمن أم قصر...؟! وبالتالي فإن أي علاقات تعاون بعيداً عن هذا «القدر» محكوم عليها بالفشل وتبقى دائماً عرضة للحرب عليها وتسويد صفحتها ومحاولة خرقها، والمثال الواضح الجلي هو العلاقات السورية الإيرانية. أما السبب المباشر والدائم لهذه الحالة المضطربة السوداوية في علاقات هذه الدول فهو وجود إسرائيل... والحقيقة أن إسرائيل هي حالة تآمرية مستمرة ومتنامية في هذه المنطقة. وهذا يعرض العلاقات السورية الايرانية إلى حرب مستعرة ضدها!؟ علماً أن طابعها غير عدواني رغم التعاون العسكري بين الدولتين الذي اقتضته شدة التآمر على هذه العلاقات. خصوم وأعداء سورية وايران الإقليميين والدوليين، يخطئون إذ يستهينون بهذه العلاقات الاستثنائية بين دولتين في المنطقة والتي يقرب عمرها من أربعين عاماً واجهت خلالها كل أشكال الضغوط والمحاولات. وطريقتهم الوحيدة لفهمها هي التفاهم معها. فهي ليست ابنة اليوم وليست أحادية المجال. منذ قامت الثورة الاسلامية في ايران وجدت سورية لها فيها متنفساً ولاسيما من حيث موقفها من اسرائيل، بعد شدة ما عانته من تقلبات المزاج العربي في قضية الحرب والسلام مع اسرائيل إن كان لهم مزاج. ولذلك اندفعت إلى تأييد ايران في حرب صدام عليها مقدرة الجانب القومي لتلك الحرب الظالمة بالتأكيد. لاشك أن إيران ترد لسورية اليوم الدعم بكل وضوح مؤكدة أنها العلاقات التي لا تنثني أمام العواصف. وللتذكير فقط... فقد سربت الدوائر الغربية، الولايات المتحدة على وجه الخصوص «البنتاغون» إلى سورية أنها تستطيع أن تخرج من أزمتها بتغيير علاقاتها مع إيران وحزب الله... فأي هاوية كانوا يحاولون دفعها إليها ؟! |
|