|
ثقافة كفاكَ تخطفنا فتنوح، فينا الآه لخطفةِ روح.. روحُ الأبناء الأحباب، والأهل وكلّ الأصحاب.. روح الإنسان أمانة، دعها تحيا بلا إهانة.. روحُ الوطن ونتعبّد، فيهِ ليحيا ويتجدَّد.. كفاكَ دعنا وودِّعنا، إنَّ الفراق يُوجعنا.. إن ابتسمنا يتجهّم، فينا القلبُ ويتألَّم، وإن حلمنا لانصحو، إلا على سوادٍ يلهو.. بحياةٍ كانت وماكُنتْ، فيها إلا وتجبَّرت.. دعنا نحياها بسلام، نعزفهُ أحلى الأنغام.. دعنا فكلّ مافينا، وحولنا وما يعنينا.. باتَ لا يأبهُ بك، ولا يخشى هيبتك.. أنتَ الفناءُ ولا فناء، نموتُ فنرتدُّ أحياء.. أجيالٌ تتوالى تودِّع، هذا العمرُ المتصدِّع.. تتوالى وخلسة توافيها، صيَّرتَ قبرَها فيها.. في دمعةِ أمٍّ مكلومة، وشقيقة عمرٍ محكومة.. في جرحِ الوالدِ المولود، من تصبُّرهِ المعهود.. في قلبِ عاشقةٍ خَطفتْ، منها النبض فأوجعتْ.. أوجعتَ العشقَ فيا القاسي، دعهُ يحيا في الناسِ. دعنا يا الجبروت، تجولُ فينا نموت.. دعنا.. لا.. لاتدعنا، سنُحيي فيكَ مواجعنا.. أما كفاكَ نزيف، دماء كلِّ شريف؟!.. يولي إليكَ الهدير، وقد فاضَ العبير.. عبيرُ دماءٍ سبقتك، إليكَ غرقتَ وماكنتْ.. من قدَّسها لأنها، تقدَّست بسرِّها.. سرُّ الدمّ الشهيد، يا الموتُ يا العنيد.. دمُّ رجالِ الوطن، قارعوا ظلم الزمن.. ارتوتْ الأرض بهم، قد أزهرَ وردهم.. والحقُّ هم اخضرارها، والشَّمس في صباحها.. هم فيها نورٌ ونارْ، تحرقُ كلّ غدَّار.. إلا للحبِّ لا تسمح، بأن يُعانقها ويسرح.. يسرحُ كلّ صباح، ليصلِّي على أرواح.. تحنُّ لأن تحيا فيها، وتحضنُ كلَّ معانيها.. معاني أمومتها وتعود، للحرفِ السوري المعبود.. هي صرختنا ومداها، باقٍ وفضاءٌ يهواها.. يهوى الحياة وماضيها، سوريٌّ إن مات ففيها.. تركَ بصمتهُ وقصّته، هي من فيها جعلتهُ.. إنسانُ الأبدِ ويتأبَّد، في روحِ الوطنِ ويتعمَّد.. |
|