|
نافذة على حدث حيث وجّه له النائب العام الإسرائيلي تهماً في ثلاث قضايا حول تلقي رشاوى وفساد، وتزوير واحتيال، وخرق ثقة الشعب، وهي قضايا مختلفة تدور بمجملها حول تعاملاته مع أثرياء إسرائيليين وأميركيين يهود بعيداً عن القانون. المثير للسخرية أن نتنياهو ــ ورغم توافر معطيات دامغة حول تورطه في القضايا المذكورة ــ قد أنحى باللائمة على (مؤامرة داخلية) تحاك ضده للإطاحة به من قيادة حزب الليكود ومن رئاسة الحكومة أيضاً، لذلك يُتوقع على نطاق واسع أن يصبح أكثر شراسة وعدوانية في الأسابيع المقبلة، بحكم محاولته استباق تحرك الكنيست لرفع الحصانة عنه، وإعطاء الضوء الأخضر للقضاء الإسرائيلي كي يستكمل إجراءات عزله ومحاكمته. ومن الواضح هنا أن نتنياهو ليس لديه الكثير من الخيارات المتاحة للخلاص مما ينتظره، لذلك تذهب بعض التقديرات إلى إمكانية قيامه بتفجير الأوضاع داخل الأراضي المحتلة، عبر المضي قدماً في خطط توسيع الاستيطان في ما تبقى من أراضي فلسطينية محتلة باعتباره (حصان طروادة) كل حكام إسرائيل الطامحين للزعامة، أو أنه يلجأ إلى حرب خاطفة على مستوى المنطقة تساعده في إشغال مجتمع العدو عن موبقاته الكثيرة، التي جعلته عبئاً ثقيلاً على الكيان الصهيوني بعد فشل اعتداءاته المتواصلة في رسم معادلات جديدة على مستوى المنطقة. في كل الأحوال، ليس من السهل قراءة المزاج الإسرائيلي سلباً أو إيجاباً بهذا الخصوص، ولا سيما أن المجتمع الصهيوني مجتمع عدواني ومتطرف ومن السهل التحكم به وتسييره ودفعه باتجاهات معينة تبعاً لجرعات التطرف التي يتلقاها، لكن ما يعنينا في المنطقة هو الاستعداد الدائم لأي عدوان إسرائيلي جديد من أجل إفشال أهدافه، وتسديد ضربة قوية لمستقبل هذا الإرهابي المتغطرس لضمه إلى قائمة الطغاة الذين سبقوه إلى مزابل التاريخ..! |
|