|
حمص عقب عودته من إعارة إلى الخليج, حيث اشترى سيارة وحاول إقناع والده الذي تجاوز من العمر المائة بأربع سنين, بأن يوقع له وكالة خاصة بالأرض حتى يرسم السيارة على أنها زراعية تهربا من الرسوم والضرائب وعندما وافق والده على ذلك, ذهب برفقته إلى مكتب محام كان قد اتفق معه مسبقا ووقعه على وكالة عامة بأملاكه كافة, بدلا عن الوكالة الخاصة بالأرض, مستغلا أميته وجهله بالقراءة والكتابة, وأخفى هذا الأمر عن والدته وأخوته, إلى أن توفي أبيه, وانتظر أخوته, حتى جمعوا محصول الأرض ليفاجئهم في اليوم التالي بوضع اليد على كامل مساحة هذه الأرض حيث زرعها كلها لصالحه ولما راجعوه, أبرز لهم عقد بيع وشراء بالأرض لصالحة من أبيه كان قد نظمه بالاتفاق مع محاميه بموجب الوكالة العامة التي حصل عليها احتيالا من والده قبيل الوفاة.. وقال لهم: أمامكم إذا لم تصدقوا القضاء واذا لم تنصفكم سراي حمص فاذهبوا إلى القصر العدلي بالشام, لم يعدم الأخوة وسيلة في رد الحق لأصحابه, وقصدوا والدتهم التي شارفت على الخامسة والثمانين من العمر لتقصد شقيقهم وتقنعه بأن يقبل بشرع الله ويوزع الإرث بالعدل بين أخوته بدل الاستئثار بكل شيء لنفسه على هذا النحو المشين.. حتى أنها قالت له: حصتي أنا أسامحك بها, فأنا على أعتاب قبري لكن حصة أخوتك لن أسامحك لا أنا ولا الله بها ولكنه أعارها اذناً من طين وأخرى من عجين.. فخرجت من دياره غاضبة وهي تدعو عليه وعلى كل من يأتي من نسله.. يقول أخوه: لم تعش والدتي بعد ذلك طويلا, فقد توفاها الله بعدما أدلت بشهادتها أمام القاضي, وأوضحت له ملابسات الوكالة الخاصة التي تحولت باحتيال ابنها إلى وكالة عامة.. والمشكلة, كما يضيف شقيق المدعي أن القضاء لم يستطع أن يقدم لها ولنا شيئا لأن الوكالة نظامية ومصدقة وعليها بصمة أبينا بحضور الشهود. |
|