تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


نظرة من الداخل ... كلمات لا تنسى

فنون
الثلاثاء 16/1/2007
جهاد عبده

أذكر أنني ومذ كنت صغيراً ..تمنيت أشياء كثيرة .. أحببتها ورغبت في تحقيقها أو امتلاكها .. لكن ذلك لم يحصل ..

وقد لا يحصل أبداً .. فلا أظن أني سأصبح يوماً طياراً .. ولا نجاراً .. ولا رجل إطفاء ..........! ولكنني تمنيت أيضاً أن أصبح ممثلاً .. بعد أن اصطحبني والدي لمشاهدة أحد أفلام الأبطال ... وكان فيلماً رائعاً بالفعل .. وأذكر أنني سألت والدي كيف أستطيع أن أكون كبطل الفيلم .? فأجابني ببساطة : كل جيداً تصبح بطلاً مثله ..! وكان لهذه الكلمة أثر لا يصدق .. ولا أدري كيف دارت بي الدنيا فطرقت باب مهن كثيرة .. لكن سفينتي في النهاية رست على شاطئ عالم من أجمل العوالم التي اختبرتها في عمري القصير..عالم الفن ..الفن السابع .......!‏‏

ولا أذكر أنني في يوم من الأيام .. أو لحظة ما مرت في حياتي .. ندمت على أمنياتي الصغيرة البريئة .. في أن أكون نجاراً .. أو طياراً .. أو رجل إطفاء .. بل إنني ما زلت أحسد كلاً منهم على مهنته الرائعة .. وأتمنى أن أقود طائرة .. أي طائرة .. وليس بالضرورة طائرتي الخاصة .. أو أن أدخل منزلاً يحترق .. وأنا أرتدي تلك الخوذة والملابس العازلة الواقية .. لأنقذ طفلاً عالقاً خلف ألسنة اللهب .. أو لأنزل في بئر عميق سقط فيه أحد العمال فأنتشله .. أو نجاراً لديه ورشته الخاصة .. ينفذ فيها بمهارة فائقة أحلامه وأحلام من يحبهم .. بينما يستمع لأجمل البرامج والأغاني التي تصدح من مذياع قديم مغبر ..‏‏

واليوم .. وفي كل مرة أرى فيها أطفالاً يصعدون حافلة مدرستهم البعيدة .. أو يلعبون في حدائق مدينتنا الفقيرة .. أو يمشون جماعات خلف أهلهم يشدونهم بخوف وهلع .. أتمنى لو أبحر في عوالم أمنياتهم البريئة .. أو أحلامهم التي يملكونها دون سواهم .. علني أستطيع ولو بكلمة .. أن أجعل منها أو من واحدة منها .. حقيقة تغير مجرى حياتهم .. وتغير أيضاً دفة التاريخ ..!‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية