|
فنون أثناء الكتابة طلب مني أن أقحم دوراً لسعاد في المسلسل فكان طلبه يشبه أمراً, فأقحمته, بما أفاد المسلسل. وذات يوم صيف جاء المخرج نبيل شمس بسعاد نصر إلى بيتي لتطلع على الدور الذي كتبته لها, فأنست فيها خفة ظلٍ, وظرفاً وكياسة. وكان مما أعجبها فنجان القهوة الذي قدمته زوجتي لها. فطلبت فنجاناً آخر, ويبدو أن قهوتنا المهيلة أعجبتها, وهم لا يهيلونها في مصر. فوعدتها أن آتيها بالقهوة ووفيت بوعدي وحملت إلى فندقها قهوة مهيلة ثم حملت قهوة مماثلة إلى القاهرة. طلبت منها أن تغير الحوار الذي كان عليها أن تجريه مع الأشخاص في المسلسل إلى اللهجة المصرية, لأنها أقدر على ذلك مني على الرغم من قدرتي على ذلك, ففعلت, وأدت الدور بنجاح وتركتنا أثناء التصوير وذهبت إلى القاهرة لتشرف على أداء ابنها وابنتها في امتحاناتهما ثم عادت لتكمل التصوير, وأشهد أنها كانت منتظمة وابنة كار وتعرف أصول المهنة, وقد نجح المسلسل ونال الجائزة الأولى للمسلسلات الكوميدية في مهرجان الإذاعة والتلفزيون في القاهرة عندما قدم في العام التالي, ولست أشك في أن لسعاد نصر نصيباً في هذا النجاح . بلغ عمر سعاد نصر ال 57 سنة, ولم يكن يبدو عليها الترهل أو السمنة لكنها أرادت أن تشفط الدهن من أجزاء من جسمها, فكانت نهايتها, للأسف يبدو أن كمية التخدير كانت كبيرة لدرجة أنها دخلت في ( غوما) طويلة دامت ما يزيد عن سنة إلى أن أخذ الله أمانته في مطلع هذا العام, فحزنا عليها, وبكاها الوسط الفني بكاءً حاراً لا لأنها ممثلة ممتازة فقط, بل لأنها كانت مثالاً للأخلاق الحميدة, والانضباط المهني. رحمها الله. إن الله خلق الإنسان في أحسن تقويم وهذا الشفط وهذا التعديل في الخلق هما مثلبة لاضرورة لها, فيا أيتها المدهنات أنتنّ مقبولات بدهونكن, فلا تشفطن ولا تغيرن معالم خلقكن.. لئلا تقعن فيما وقعت فيه المرحومة سعاد نصر. |
|