|
فنون التقيناه وتحاورنا معه حول مشواره الفني الطويل ومشروعه الانتاجي ونظرته للوسط الفني فكان للحديث محطات طال البوح بها وكانت البداية > هل ترى بأن رسالة الفن فقدت جوهرها? >> أعتقد أن الرسالة كانت صعبة وكل من حملها سقط, لأن مفاهيم المجتمع تبدلت, فتحول الفن إلى متعة وفرجة وهم مادي.. والمشكلة ليست بالفنان, فالفنان السوري أبدع ولكنه أجهض من محتواه ومفهومه, و تحول الفن إلى سلعة تجارية للتسلية وإشغال الوقت.
> إذاً هناك معاناة.. كيف ذلك وأنت صاحب مشروع فني? >> واجهت ما لم يواجه أي فنان حاربت الفساد والانحراف في (طرابيش) وكانت النتيجة أن رفعت ضدي دعوى قضائية طالبت بسجني ثلاثة أشهر ودعيت إلى حماية المعلم من السقوط وحماية الجيل من التسرب والأمية في (مكافأة) فكان أول من قام ضدي نقابة المعلمين..وكثرت الدعاوى والحروب .
> لماذا تحولت إلى الإنتاج? >> كنت أول المنتجين في الوسط الفني السوري وكان ذلك تلبية لطموحي بأن امارس وظيفة الفنان الريادي.. ولأنني لم أستطع تحقيق مشروعي الفكري في القطاع العام بسبب الهوامش. وهنا أذكر ما حدث بعد مسلسل (الأيام العجاف) للمؤلف خالد حمدي الأيوبي ولذلك توجهت لإنتاج الأعمال التي شعرت أنها تخدم مشروعي السياسي والأخلاقي فعملت طرابيش والمكافأة والزاحفون وتل اللوز وخوخ ورمان وكلها أعمال مهمة دخلت في تاريخ الدراما السورية. > لماذا لم يستمر مشروعك الإنتاجي? >> كان السبب دخول رؤوس الأموال الهائلة إلى العمل الفني مما رفع كلفة الإنتاج في سورية وأصبح الاستمرار صعباً بالنسبة لرجل مثلي يعيش مستوراً. وللأسف بعد 45 سنة من العمل الفني أعيش مهدداً بالانهيار الاقتصادي والسبب أنني أصرف وعملي كممثل يتقلص. > هل لأنه لايوجد مجالات عمل للفنانين? >> أعني البطالة التي يعانيها الكثير من الفنانين, فاليوم يوجد عدد هائل من الممثلين وعدد هائل من المسلسلات ولكن الذي يلعب بطولة كل هذه الأعمال أربعة أو خمسة ممثلين والباقي ينتظر فرصة لعشرة مشاهد أو خمسة مشاهد, وأرى أن الجميع لهم دور في ترك هوامش للممثلين الذين يجلسون في منازلهم منذ سنين لا أحد يسأل عنهم بل على العكس مطالبون بالاشتراكات. > هل تعتقد أن للشللية دوراً في عدم عدالة توزيع الأدوار? >> هناك أشياء أبعد من الشللية أشياء تصل إلى حد التشقق والانهيار الأخلاقي والإنساني فالقصة يحكمها رأس المال فصاحب رأس المال كل ما يهمه أن يسوق عمله إلى الخارج لا يعنيه الانعكاس السلبي على الحركة الفنية في الداخل ففي سورية حالياً ثلاث شركات إنتاج, تنتج كل الأعمال الدرامية بينما التلفزيون السوري يتخبط في إنتاجات متواضعة وخجولة ويحاول أن يقوم من هذا التعثر أمام رأس المال الكبير ومع ذلك يأتي المخرج في القطاع الخاص ويؤلف شلة يطلق عليها مجموعة وأنا لا أطعن بمهنية هؤلاء الفنانين فنياً, وإنما المشكلة في الصيغة والسياسة التي يعملون بها من تجويع ومنع الفرص عن الغير. > ماذا عن دورك في فيلم حسيبة الذي لعبته مؤخرا? >> يتحدث الفيلم عن حقبة زمنية عاشتها دمشق في الربع الاول من القرن الماضي ودوري هو شخصية (صباح المسدي)والد حسيبة وهو مقاتل يخرج مع الثوار الى جبال القلمون ايام الثورة السورية الاولى وتكون برفقته ابنته حسيبة (سلاف فواخرجي) التي تساعده في حمل الذخيرة وتنقل الماء والطعام للثوار وعندما تنتهي الثورة يعودا الى حيهم القديم في دمشق حيث يشعر صياح ان حياته هامشية فيقرر الالتحاق بثورة ال 36 في فلسطين ويستشهد هناك. والفيلم من انتاج المؤسسة العامة للسينما مأخوذ عن رواية حسيبة للكاتب خيري الذهبي ومن اخراج ريمون بطرس. |
|