|
لوموند حدب وصوب فالصحف الأميركية لم تجد ما يكفي من عبارات قاسية لتوصيف خطاب بوش وتحت عنوان( الكارثة الحقيقية) كتبت صحيفة نيويورك تايمز: الأمر ليس كما أعلنه جورج بوش بأن الولايات المتحدة تكاد تخسر الحرب في العراق إنما الحقيقة هي أن الرئيس خسر فرصته بالخروج من العراق بشكل لائق بل ويعلن عن إفلاس جهوده في إحلال السلام في هذا البلد كما لو أنه لا علاقة له بما حصل ولا مسؤولية يتحملها لا البيت الأبيض ولا البنتاغون وتضيف الصحيفة ( القادم أسوأ).أما صحيفة واشنطن بوست فقد عبرت عن أسفها وأنه في الوقت الذي يجب أن تنتقل فيه المسؤولية من القوات الأميركية إلى القوات العراقية يقرر بوش ارسال المزيد من الجنود إنه في ذلك يسعى لزيادة أعداد الموتى الأميركيين وإلى منع فرض الاستقرار في العراق , صحيفة بوستون كلوب : تقول : لماذا يرفض بوش أن يرى الحقيقة كما هي فهو لايريد أن يتحمل مسؤولية أخطائه أليس دعمه للوجود العسكري في العراق الصيف الماضي هو الذي زاد عدد الجنود القتلى في العراق. إن قرار بوش ارسال 21500 جندي إضافي إلى العراق لقي استنكاراً كبيراً حتى في المعسكر الجمهوري فالسيناتور تشاك هيغل جاهر برأيه قائلاً : ( إنه الخطأ السياسي الأسوأ منذ حرب فيتنام) وكان هيغل قد عبر عن رفضه للخطة قبل إعلانها بقوله ( أعارض بالمطلق إرسال فرق عسكرية إضافية فهذا جنون وهي خطة غير واقعية إنها ( أليس في بلاد العجائب).السيناتور جوزيف بيدن المرشح للانتخابات الرئاسية عام 2008 وصف الاستراتيجية الجديدةب ( الخطأ التراجيدي) أما الشعب الأميركي فقد دلت استطلاعات الرأي أن 70 % منه يعارض ارسال فرق إضافية إلى العراق وعلى صعيد الجيش فقد كتبت مجلة تايمز العسكرية أن 42% من الجنود الأميركيين يعارضون سياسة بوش في العراق . علماً أن الرئيس بوش حاول تهيئة الرأي العام والكونغرس قبل اعلانه عن خطته مستنداً إلى ما سماه ( نصر في العراق) والحقيقة هي أن هذه الخطة قد تكون الفرصة الأخيرة له لإطالة عمره السياسي مدة أطول لأنه يركز فيها على العراق المنكوب زاعماً أنه سيجنبه الحرب الأهلية, أيضاً وقبل إعلان الخطة كانت محطة CNN أجرت استطلاعات للرأي دلت أن 77 % من الأميركيين كانوا ينتظرون تغييراً حقيقياً في العراق وكانت حملات التشاور والاتصالات قد بدأت منذ بداية الشهر وتبعها تصريح لبوش يطلب فيه من الديمقراطيين التعاون معه مغتنماً الفرصة ليعاود تأكيده على ضرورة عدم الانسحاب من العراق ومعترفاً أن الحرب في العراق هي أكبر الصعوبات التي يواجهها وأن فرصة التوافق بين الحزبين من شأنها أن تكسبه الحرب لكن التغييرات الكبيرة التي أحدثها في إدارته لا تدل على حسن نواياه بل تكشف تماماً عن أبعاد الاستراتيجية الجديدة, ولتبديد مخاوف الديمقراطيين فقد عقد وزير الدفاع روبرت غيتس جلسة استماع خاصة مع لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ ليلقى فيها سيلاً من الانتقادات وردود الفعل الشاجبة رئيس اللجنة كارل ليفن قال : هذه السياسة ستزيد من الخسائر الأميركية نحن بحاجة إلى حل سياسي وليس لحل عسكري وارسال المزيد من القوات يعني أن مستقبل العراق في أيدينا والواقع أن يكون في أيدي العراقيين. أما تيد كندي عضو اللجنة فقد اقترح تصويتاً في الكونغرس لهذه الاستراتيجية بقوله: لماذا لا نعود إلى الكونغرس ونعرف ما إذا كان الشعب الأميركي يقف خلف هذه الزيادة وإلا فالأمر سيكون واضحاً بالنسبة لصناع السياسة). كلنا يتذكر في عام 1973 و1974 لم يستطع الرئيس نيكسون معارضة فيتو القرارات المتخذة بأغلبية ساحقة عندما وضع البرلمانيون نهاية سريعة لأي وجود عسكري في فيتنام وكمبوديا, وطبعاً يمكن للكونغرس إيقاف أي تمويل يصل للجيش لكن وقف التمويل مشروع صعب لأنهم رغم كل شيء لا يريدون إظهار أن الشعب الأميركي ضد دعم الجيش البيت الأبيض حتى الآن يناشد معارضيه ومنتقديه لاعطائه فرصة لدراسة الخطة وكل ما نستطيع قوله أن هذه الخطة تدل على أن الرئيس الأميركي لم يتعلم من أخطائه في منطقة الشرق الأوسط وهو بذلك وضع نفسه أمام مواجهتين عسكرية وسياسية. |
|