|
ع.المكشوف الإيمان للريف الذي من المفترض أن تكون فيه الرقعة الخضراء هي السمة الغالبة على جغرافيته ونظراً لوجود غوطتي دمشق وسهل الزبداني فالافتراض الحتمي هو أن المساحات الخضراء غالبة لكن الواقع ولأسباب عديدة جعل تلك المساحات تنحسر تدريجياً أمام زحف الكتل الاسمنتية حتى أن الكثافة السكانية والضغط المتنامي دون تخطيط مسبق ساهم في تقليص مساحة الحدائق ضمن المخططات التنظيمية والتي تم الاعتداء عليها من قبل بعض المؤسسات الخدمية بما فيها البلدية حيث بات السباق بين تلك المؤسسات على من سيربح أكبر قدر من مساحة هذه الحديقة لحفر بئر أو تركيب مراكز تحويل كهربائية أو تشييد غرف للمخاتير أو تأجيرها للقطاع الخاص واستثمارها كمطاعم ومدن ألعاب وغيرها من اعتداءات تمارس على تلك الحدائق لعدم لحظ مواقع أملاك عامة لهذه الخدمات والاعتداء عليها أحياناً من قبل المخالفين وتجار البناء قبل التصديق على المخطط التنظيمي لدرايتهم بأعمال المسح الطبوغرافي وهكذا تذهب الأملاك العامة ولا يعود هناك مواقع لحدائق أو مدارس أو مراكز صحية وتبدأ مشاكل الاستملاك التي تمتد وتطول . فريف دمشق الذي احتضن الشهر الماضي عيد الشجرة المركزي والذي تم فيه زراعة نحو مليون غرسة حراجية ومثمرة وتوزيع الغراس مجاناً على الوحدات الإدارية لدعم الحدائق وتحسين المداخل هو الآن بأمس الحاجة إلى بيئة نظيفة بعد الاستنزاف الجائر للمساحات الخضراء والموارد المائية والتلوث الناجم عن الصرف الصحي والنفايات الصلبة . فهل سيكتب لهذه الأشجار التي تزرع بالآلاف سنوياً الحياة من حيث الاهتمام والمتابعة أم أنها ستموت واقفة كما حدث في سنوات سابقة وهل سيكون لهذا الشعار برنامج عمل أم سيبقى شعاراً إعلامياً رناناً. |
|