تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من دفاتر الوطن... مجاهدون ومجاهدات رفعواهامة سورية عالياً

مراسلون
الثلاثاء 18/4/2006
رفيق الكفيري

الجلاء الذي نحتفل اليوم بذكراه الستين خير دليل وشاهد على ضروب الشجاعة والبطولة والبسالة التي سطرها أبناء الجبل الأشم في مواجهة الغزاة والمحتلين وبهذه المناسبة العظيمة نستنهض ذاكرة التاريخ لتروي لنا عن بطولات الأجداد الذين رسموا ملامح الجلاء الذي ننعم به.

سلطان باشا الأطرش‏

قائد الثورة السورية الكبرى‏

قائد الثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش ولد في بلدة القريا 5 آذار عام 1888 وهو ابن الشهيد ذوقان الأطرش الذي أعدمه الأتراك مع بعض الزعماء من الجبل شنقاً بدمشق عام ,1910 وتربى في مدرسة الجبل على حب الوطن والذود عن حياضه, وعارض بقوة الانتداب الفرنسي وثار في 21 تموز عام 1922 بسبب خرق الفرنسيين لحرمة الضيافة وأخذهم لضيفه أدهم خنجر الذي جاء يحتمي بداره, ومنذ اعلان الثورة السورية الكبرى عام 1925 ومبايعة سلطان باشا الأطرش قائداً عاماً لها, وجه قائد الثورة السورية عدداً من البيانات شدد فيها على الوحدة الوطنية ومواصلة الكفاح ضد الاستعمار الفرنسي حيث جاء بيانه الأول ( إلى السلاح إلى السلاح يا أحفاد العرب الأمجاد هذا يوم ينفع المجاهدين جهادهم.( أيها السوريون لقد أثبتت التجارب أن الحق يؤخذ ولا يعطى فلنأخذ حقنا بحد السيف ولنطلب الموت توهب لنا الحياة. وقال السيد الرئيس الخالد حافظ الأسد راعي الجهاد والمجاهدين في قائد الثورة السورية الكبرى عندما نعاه باسم الجمهورية العربية السورية ( كان سلطان باشا رمزاً كبيراً من رموز النضال الوطني وأبلى بلاء كبيراً ناصعاً في الجهاد ضد المستعمرين, وكان للثورة السورية الكبرى التي تولى قيادتها العامة الأثر الكبير في دفع مسيرة النضال من أجل الاستقلال نحو النصر, وسيظل اسمه في تاريخ قطرنا مقروناً بالكفاح الوطني).‏

المجاهد عقلة القطامي‏

ولد عقلة القطامي عام 1889 في قرية خربا, التحق بالثورة السورية الكبرى وخاض معاركها ضد الاستعمار الفرنسي وجحافله, تربى في جبل العرب وأصبح صورة حية لأخلاق بيئته, وكان مثلاً أعلى في الدفاع عن الحرية والاستقلال, خابت آمال الفرنسيين في هذا الثائر والوطني عندما حذر الجنرال غورو بقوله: ( إن الدورة الدموية التي تسري في عروقنا ليست فرنسية ولا بريطانية إنها عربية المنبع), وبعد أن احتلت جيوش الفرنسيين الجبل نزح مع قائد الثورة والمجاهدين إلى صحراء شرق الأردن حيث مكث 12 عاماً وما انفك خلالها يطالب بالاستقلال والجلاء عن سورية وعندما قطفت الثمرة الأولى بمعاهدة عام 1936 عاد إلى الجبل مع المجاهدين عام 1937 وكافأته جماهير شعبنا في سورية ليكون في مجلسها النيابي لأعوام 1943- ,1947 ولدوره الوطني ورفضه لكل الاغراءات التي قدمتها له فرنسا, فقد قامت بنفيه عدة مرات وهدمت داره في خربا وصادرت أملاكه وانتقل المجاهد الكبير إلى رحمته تعالى عام .1953‏

المجاهد حمد البربور‏

ولد حمد البربور في 5 شباط عام 1888 وكان يمين سلطان باشا الأطرش في الثورات الثلاث, أي الثورة العربية الكبرى, وتمرد ,1922 والثورة السورية الكبرى 1925-,1927 في اليومين الأخيرين من تموز (30-31) جرت عدة اشتباكات في الليل والنهار عرقلت تحرك حملة فرنسية بقيادة الجنرال ميشو لفك الحصار عن قلعة السويداء والحقت بها بعض الخسائر ولكن الثوار تكبدوا أيضاً خسائر غير قليلة حيث أن الحملة قد ضمت حوالى ثمانية آلاف مقاتل, كان خط قرية الدور- نبع قراصة هو خط الدفاع الأول, لذلك خاض الثوار معركة ضارية مع مقدمة قوات ميشو الكبيرة بالعدد والعدد. إلى أن أصيب في صدره فاستشهد حمد البربور في 12 آب .1925‏

المجاهد عبد الكريم عامر‏

ولد المجاهد عبد الكريم عامر عام 1886 في قرية السويمرة وفي مطلع شبابه انضم إلى قوافل المناضلين ضد الأتراك فاعتقل واقتيد إلى سجون دمشق وحكم عليه بالاعدام وفي عام 1910 شاء القدر أن يمده بالحياة إذ صدر عن الباب العالي في تركيا أمر بوقف تنفيذ الاعدام واستمر في سجنه إلى أن أفرج عنه بعد سنتين من الاعتقال في قلعة دمشق وعندما انطلقت الثورة السورية الكبرى عام 1925 رفع المجاهد عبد الكريم عامر راية الجهاد يرافقه في حمل السلاح أولاده ضاهر ومشاري وعبدالله ولم تحدث أية معركة, وفي أي زمان ومكان, طيلة سنوات الثورة إلا وكان المجاهد عبد الكريم في مقدمة الصفوف مع أبنائه ورفاقه وتشهد على ذلك (معركة نجران) عام .1926‏

نساء مجاهدات‏

مجاهدات كثر من جبل العرب شاركن في أحداث الثورة السورية الكبرى وكان لهن دور وطني كبير في تحميس الثوار ومنهن بستان شلغين من قرية صميد التي كانت تهيئ للثوار زادهم وعندما نفذ ما أدخرته باعت اساورها وحليها لتشتري بثمنها طحيناً للثوار الجائعين.‏

وبعد انتهاء معارك اللجاة جاء الجنرال اندريا إلى مدينة شهبا فسمع عن بستان شلغين وطلب مقابلتها في قريتها صميد فقدم ليسلم عليها رفضت مصافحته وقالت له أن اليد التي تقتل وتجرم لا نصافحها. أما شما أبوعاصي خاطبت الثوار الذين تجمعوا في ساحة قرية نجران لتناول الطعام بقولها من يريد أن يقاتل المستعمرين فليتقدم ويأكل من طعامنا ومن لا يريد القتال فليخرج من هنا فهو لا يستحق أن يأكل, هذه الكلمات أثارت حماس ونخوة الثوار حيث انطلق الجميع وشاركوا في معركة المزرعة. في صباح 22-9-1925 هاجم الفرنسيون القرية ولم يجتمع المجاهدون في ساحة القرية ولم يلعلع الرصاص فوق رؤوسهم ولم تعل الأهازيج والزغاريد كما اعتادت القرية عند كل مسيرة للجهاد والسبب غياب البيرق فما كان من المجاهدة (علياء المغربي) إلا الذهاب إلى دار الشيخ حيث أودع البيرق واندفعت به إلى ساحة القرية وغرزت رمحه في الأرض وانتزعت منديلها عن رأسها وهي تنتخي لبيك أيها الوطن فأخذ البيرق منها بطل من اآل الهادي وسارت جموع الثوار لتنازل الجيوش الفرنسية في معركتي عرى ورساس. ملاحم بطولية حقيقية سطرها الثوار في كل محافظات القطر ليبقى الوطن شامخاً مرفوع الهامة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية