|
شؤون سياسية يقول مساعدو الرئيس بوش(إن الرئيس يعكف الآن على التفكير في تكتيكات جديدة لمواجهة التدهور الحاد في شعبيته داخل أمريكا والتي وصلت إلى أدنى مستوى لها. الخبر القادم من البيت الأبيض بخلفيته السياسية يؤكد فشل الرئيس بوش وأنه يتجه الاتجاه الخطأ في سياساته سواء في علاقته مع الأمريكيين أو مع دول العالم,ومع الأزمات التي أثارها في منطقة الشرق الأوسط والتي يثيرها بين الحين والحين كزوابع مجنونة ويحصد الأمريكيون نتائجها وتعكس شعورا لديهم بأن الرئىس يأخذ أمريكا إلى مصير مجهول لم تعرف منذ الحرب الكونية الثانية,وهذا نتيجة لسياسته المتبجحة التي انتهجها منذ وصل إلى البيت الأبيض فالعراق بات مستنقعا من الدم والخوف,ويرسم أفقا معتما للسنوات المتبقية من ولاية الرئيس فردود الفعل في أميركا تعبر عن وجود أزمة ثقة أخلاقية واجتماعية وسياسية مع الرئيس,وكذلك الوضع السياسي الدولي فهو يعاني من الأزمة نفسها في مناطق كثيرة من العالم,أمريكا اللاتينية وفي أفريقيا وأوربا الشرقية والشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا,وبات ينذر بأزمات كثيرة ومتنوعة في بعضها وصل إلى مشارف حرب مع الولايات المتحدة. استطلاعات الرأي قبل أن يتسلم الرئيس بوش مقاليد السلطة كانت تشير إلى جهله بالسياسة الدولية,وبعض الصحف في حينها اتهمته بالحمق والجنون,والأمريكيون يقولون اليوم بتهكم إنهم اكتشفوا أن تضاريس عقل الرئيس يكتنفها هوس العظمة والهلوسة,وينتدرون لأنه لم يحتل المرتبة الأولى بين الحمقى في أمريكا,وأن مجيئه في الترتيب الثالث بقائمة الحمقى ظلم لحمق الرئيس,فهو يستحق المرتبة الأولى بامتياز بعد كل هذا الذي أصابهم في الصميم.. ففي شارلوت بكارلوينا الشمالية جنوب شرق آسيا بادره شاب أمريكي وهو يلقي خطابه ( يجدر بك أن تخجل من نفسك) وقال رجل مسن (لم أشعر في حياتي بالخجل والخوف الذي أشعر به الآن,وآمل أن تتحلى بالتواضع والفضيلة لكي تخجل من نفسك في أعماقك). في كل يوم تنخفض شعبية الرئيس بوش,فبين الخميس والسبت الماضيين هبطت بمعدل أربع درجات في استطلاعات الرأي بالرغم من هذا الكم الهائل من المساعدين والمستشارين الذين يحيطون به لتلقينه كل كلمة يقولها وكل خطوة يخطوها. تنهال اتهامات حول مساعديه وتحميلهم مسؤولية دفع الرئيس إلى سراديب الهزيمة المرة ويتلقى وزير الدفاع رامسفيلد وهو من أقرب المقربين إلى الرئىس بوش كما هائلا من الانتقادات وتحمله مسؤولية غزو العراق ويخرج بعض هذا النقد اليوم من أركان الإدارة,فنجد رايس تتهمه بطريقة غير مباشرة بالمسؤولية عن فشل أمريكا في العراق وتعترف بأن آلاف الأخطاء التكتيكية ارتكبتها أمريكا في العراق,وهذا التصريح أثار غضب رامسفيلد واتهمها بالجهل. رامسفيلد مازال يكابر ويزين للرئيس أخطاء أمريكا التي باتت ثقيلة على الأمريكيين وبخاصة على العسكريين,فالجنرال أنطوني زيني الذي يحظى باحترام كبير في أمريكا وفي الجيش الأمريكي نصح رامسفيلد بالاستقالة ويصف سلسلة الأخطاء التي ارتكبت في العراق بالكارثية. زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ السيناتور( هاري ريد) يقول إن الرئيس بوش يتوكأ على عصي هزيمته,وأن سياسته تجاه العراق خاطئة,وفشل في إقناع الأمريكيين بصحة أهدافها وضرورتها. ويرى الرئىس (غورباتشوف)في لقاء مع مجلة تايم الأمريكية إن الولايات المتحدة في عهد الرئيس بوش باتت مسمومة بقوتها وأن الرئيس بوش في الاتجاه الخطأ وإذا كان فرانسيس فوكاياما يمثل أحد أهم منظري السياسات الأمريكية في نظر المحافظين الجدد بمن فيهم الرئيس بوش فهو اليوم يعلن براءته من تهمة قرع الطبول في عقل الرئيس بوش ويقول (برهن الرئيس بوش على فشل سياساته,وأن على واشنطن أن تعيد النظر في سياساتها تجاه العالم ومع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية,فهي تعاملت مع الأمم المتحدة بازدراء,ورفضت المشاركة في المحكمة الجنائىة الدولية,وفي بروتوكول كيوتو ,ويرى أن على الولايات المتحدة ألا تضع بيضها في سلة واحدة. هل يعترف الرئيس بوش بأخطائه السياسية,هل يعترف بأنه أدار أزمات منطقة الشرق الأوسط بغباء,وأن نظرته إلى المنطقة وإلى الصراع العربي الاسرائيلي كان بعين واحدة هي العين الصهيونية?! الرئيس في كل خطبه السابقة طوال ثلاث السنوات التي مرت على حربه في العراق كان يركز على قوة أمريكا في مواجهة الإرهاب وقوة المجتمعات الأخرى وأثر ذلك على مستقبل الأمريكيين لإثارة مخاوفهم,لإيجاد المبررات لسياساته التي تعتمد على العسكرة,وعلى التبشير بعراق جديد,وبنشر الديمقراطية في دول الشرق الأوسط وكان يتهدد دولا في المنطقة مثل سوريا وإيران ويغمز من طرف دول أخرى مثل السعودية ومصر والسودان,ويطالبها بالتوجه إلى الديمقراطية,وفي الآونة الأخيرة بدت خطبه تحمل مرارة الهزيمة بالرغم من روح المكابرة التي يحاول أن يظهرها,فهو لم يعد يبشر بالانتصار على الإرهاب,ولم يعد يتحدث عن مصير الديمقراطية,في العراق الذي كان يطلق عليه(العراق النموذجي للديمقراطية) فاتجه إلى الحديث عن خطر جديد على أمريكا تمثله ومحاولات امتلاكها السلاح النووي بحسب زعمه والتحالف السوري الإيراني,وسلاح حزب الله,فهو كما حاول بعد الحادي عشر من أيلول وضع الشعب الأمريكي في حالة خوف من خطر خارجي,يكرر اللعبة نفسها,ولأن الأمريكيين اكتشفوا أكاذيب بوش فقد بات اليوم يعاني من أزمة مصداقية..فالرئيس بوش في خطابه أمام مؤسسة (فريدوم هاوس)وهي مؤسسة وجدت قبل خمسين عاما لمحاربة الشيوعية,وتعنى اليوم بحسب زعمها بقضايا الديمقراطية في العالم ,يقول:أنه يؤمن أن الناس بعد ثلاثين عاما سينظرون إلى الوراء إلى هذه اللحظة التاريخية ليعربوا عن امتنانهم إلى جيل من الأمريكيين الذين وقفوا وراء الحرية والإيمان بالحرية ولوضع أسس السلام. يرى الأمريكيون في أمريكا وخارجها أن الرئيس بوش لم يعد قادرا على إقناع الأمريكيين وغير الأمريكيين بيافطات الحرب والديمقراطية التي يموه بها حروبه العدوانية الفاشلة فقد أكتشف الأمريكيون أنها أوهام,ويعترف وولفويتز نائب وزير الدفاع السابق إن الحادي عشر من أيلول مكن أمريكا من القيام بتنفيذ استراتيجيتها في المنطقة السؤال أي استراتيجية حققتها أمريكا بعد الحادي عشر من أيلول سوى الدمار والقتل,فإذا كانت هذه استراتيجية الادارة الأمريكية في بعدها هو الدمار والقتل فقد تحققت فعلا,فهي استراتيجية إرهابية أدت إلى قتل مئات الآلاف وإلى تدمير البنية التحتية لشعوب كان يمكنها أن تكون في رفاهية وأمن غير متوفرين في أمريكا نفسها,فمن يعيد إلى الأمريكيين القتلى في العراق حياتهم,ومن سيحاكمه التاريخ على تحويل العراق إلى بحيرة من الدم,فالتاريخ الذي يدعي بوش أنه سينصفه بعد ثلاثين عاما هو الذي سيقول عنه(ذات يوم تسلم قيادة أمريكا قاتل). |
|