|
شؤون ثقا فية وقد اتجه بلوحات معرضه الجديد الى المزيد من الاختصار والتبسيط ,مع ازدياد تحسسه لعفوية ولفطرية رسوم الاطفال فالكشف الابداعي الجديد البارز يأتي هذه المرة عن طريق تناغم ايقاعاته الخطية واللونية مع احاسيس الذات وانفعالاتها العميقة المتجهة بقوة نحو احلام ومشاعر وذكريات الطفولة. سبق وشاهدنا لوحات نبيل السمان في اكثر من معرض فردي اقامه, الى جانب مشاركاته في المعارض الجماعية الرسمية, والخاصة. يشير نبيل في تقديمه لمعرضه بأن والده غالبا ما كان يصطحبه معه الى محترف الفنان الراحل فاتح المدرس, ويشجعه على الرسم. وقد تكون فصول هذه الزيارات المتكررة لمرسم المدرس هي التي شكلت هذا الحنين المطلق لاحلام الطفولة, التي شاهد تجلياتها في لوحات فناننا الراحل, وعادت للظهور فيما بعد في مجمل لوحات معرضه الجديد والسابق ايضا, حيث شكلت الرموز الاولى لمشاهدة عالم الطفولة مجمل العناصر المكونة لتشكيلات لوحاته حتى انه في بعض اعماله جسد الخربشات والرسوم التي تملأ الجدران بحكايا الفرح والسعادة والبراءة المطلقة المقروءة في رسومات طفلة او طفل شاطر. في مراحل سابقة حملت لوحاته الكثير من الاشارات العقلانية وضمن صياغة متفاوتة ما بين التعبيرية والرمزية مع جنوح واضح نحو جمالية المزج ما بين الايقاعات التراثية الزخرفية والتاريخية والمعمارية والعناصر الانسانية وبالاخص المرأة,التي جعلها اكثر جاذبية واناقة وجمالية وتميزت لوحات تلك المرحلة بشاعرية مرهفة شديدة الحساسية والتكثيف, حيث منحتنا الشعور بامكانية الاستفادة من ملامح لونية الصياغة التعبيرية الحديثة وغنائية الالوان العفوية التي جسد من خلالها عناصر المرأة مستفيداً الى حد بعيد, من تداخلات العناصر الحضارية ومؤكدا قدرته على التحكم بليونة خطوط الرسم المنسابة طلاقة وحرية عبر المنهج الجمالي للوحة الفنية المعاصرة. واذا كان في لوحات ومعارض سابقة قد اظهر قدرته على تجسيد الاشكال والعناصر بحساسية خطية ولونية لافتة. فهو في هذا المعرض يؤكد رغبته المطلقة في العودة الى اجواء طفولته المنسية وذلك لاستعادة احلامه الضائعة ونسيان ما تعلمه على مقاعد الدراسة الاكاديمية وهو في ذلك يظهر تطور تجربته وتنوعها وارتباطها بالتراث المعاصر في احتمالاتها التشكيلية الرمزية والدلالية والذاتية بالاضافة الى كشف تأثيرات الطفولة التي تغلفت في نسيج تجربته الحالية المتجهة نحو جمالية التكثيف والتبقيع اللوني. |
|