|
فنون رأيته أكثر من مرة في الرياض على تلك الحال,جالسا أوماشياً,وهو يتكلم مع نفسه بشفتين تتحركان وان لم اسمع صوتا,ترى,ما الذي كان يشغل محمد سلمان الذي ظهر في السينما المصرية في الوقت نفسه الذي ظهرت فيه كل من نور الهدى والشحرورة صباح, أيتعلق كلامه مع نفسه بمشكلة مستعصية?ماذا دهاه,حتى راح ينطوي على نفسه,مكلما إياها دون أن يعبأ إلى الناس في الفندق? أسئلة كثيرة طرأت على بالي,حتى تجرأت واستوقفته في بهو المطعم,وقلت له: الاستاذ محمد سلمان? نعم ,من أنت? واحد من جمهورك القديم أهلا وسهلا. وتجرأت أكثر فسألته: ألا قل لي أرجوك ,لماذا تكلم نفسك? سألني: هل أكلم نفسي? قلت له: بشكل ظاهر,تستطيع أن تسأل جميع من في المطعم نظر إلي نظرة شبيهة بالتأنيب ,وقال: عندي أسبابي وما دخلك انت? قلت له مبتسماً: لا دخل طبعا,لكنني أخاف عليك,لأنني أحبك ,أنت فنان ورأيته ينزل من قمة عناده,استسمحني وقال :وفي عينيه مأساة الدنيا: مصيبة المصائب.. نزلت على رأسي قلت: خيرا إن شاء الله.احكها.. قال: ألفت ألحانا,وأعطيتها لمطربين سعوديين وحتى الآن لم يتصلوا بي,هذا ما يشغلني. أدركت أن إقامته في الفندق تتطلب مالا,وأنه مفلس,وهممت بأن أعرض عليه مالاً لسد بعض حاجته,لكنني لم أفعل ,فقد رأيت رجلا يتجه نحوه وتحييه,فودعته بعد حوالي ساعة رأيت محمد سلمان ضاحكا متفائلا,لايكلم نفسه. خيرا,هل انحلت ازمتك? انحلت ولله الحمد,كم كنت قلقا,وجاء من سدد لي حسابي وأعطاني كل ما أريد ,الحمد لله..الحمد لله. كانت هذه هي المرة الوحيدة التي رأيت فيها محمد سلمان,لكنني من هذه المرة أدركت قلق الفنان ومكابدته,وابتسمت ورددت المثل الشعبي القديم:(زبيبه بتجرة) إن الفنان ,أي فنان ,هوكتلة من الأعصاب والتوتر والقلق,وحق علينا أن نراعي هذا الأمر في تعاملنا معه,وكدت اقول إن الفنان نصف مجنون. |
|