|
معاً على الطريق الذين يتسقطون بشغف, وبخيلاء, وبإعجاب, فضلاً عن الامتنان, ما يتفوه به القناصل: ليقولوا لنا من يحكم الجمهورية التي عرفوا كيف يضعونها, وبكل ذلك الغباء (غباء المهرج حيناً, وغباء المرتزق حيناً آخر) على قيد أنملة من... عود الثقاب. السيد المفوض السامي. هذا وذاك. يأمر فيطاع. يتكلم فيتحول كلامه إلى نص مقدس, بل وإلى نص دستوري, كما لو أننا لا نشاهد أي نوع من الحرائق تندلع حولنا, ومن صنعها, ومن برمجها, ومن يتولى إدارتها لتحويل الحالة العربية بأسرها إلى حطام. لكن السادة القناصل يهمسون في آذاننا, أو يطمئنوننا عبر الشاشات, وهم يتنقلون عبر التضاريس بعربات اليوم, وبأفكار, وطوابير, تلك الأيام, بأننا, أي جمهوريتنا, سنبقى خارج سيناريو الحطام... لماذا? حبا بنا. من منا لا يعلم كيف يحب (أو يعشق) القياصرة? رغم كل شيء: الحرب ضد سورية. وهم الذين يتكلمون من ثقوب الأبواب. هل هكذا يكون أبطال التحرير...? إذا حدثناكم عن الثروات التي تشتري كل شيء, حتى الملابس الداخلية, لذلك الطراز من الساسة, والكتبة, بل لعلنا نستعيد كلاماً عن الدجاج البشري العالق أو المعلق على عتبات الأبواب العالمية, وما أعلى عتبات الأبواب العالية في زمننا هذا! مساءً يقولون نحن مع علاقات أخوية, ومميزة, ونقية, مع سورية... صباحاً يخرج إياهم من الثقوب. لا يتركون تهمة, شتيمة, إلا ويوجهونها إلى سورية... إذاً, من يقرر? يقولون إننا في عصر الشفافية, والمساءلة والمحاسبة وبطبيعة الحال (هل تقهقهون?). إذاً لماذا لا يتم توضيح الأمور, وإظهار الغاية من تلك الازدواجية التي باتت معروفة للملأ. هل يمكن لأحد أن يتحمل هذا المستوى من البلاهة لدى أحدهم, ومن يتنقل بين شاشة وشاشة على شاكلة الغراب الذي يحاول تقليد الصقر, حين يقول: (هذا من أجل الضغط على دمشق)? ضغط بواسطة الكلام الذي يتم تركيبه على نحو عجيب, وبدائي, وغرائزي, مع كل أنواع الشتائم والتهم بطبيعة الحال. فعلاً, إنها المهزلة بل إنه الشكل الأكثر درامية للمهزلة, حين يناط بالمرتزقة تنفيذ السياسات التي تبنى في عشاءات الشموع... إلى متى تستمر عشاءات الشموع, فيما الجمهورية بين فكي الاحتمال? هل لأحد منكم, أياً كنتم, يشاهد الوجه الضاحك للاحتمال. ثمة وجه كارثي. لا شيء آخر?. على الأقل, نذكر بما قاله المؤرخ البريطاني الشهير ارنولد توينبي في محاضرة في بيروت عام 1957: (إياكم والرهان على الأحصنة الكبيرة. إنها تسحقكم. ان تكونوا عقلانيين, وتحتفظوا بهذه الواحة, فلتكن العلاقات المثالية مع سورية). الذي قال هذا الكلام فيلسوف في التاريخ, ماذا يقول فلاسفة الخراب?. |
|