تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


العلاجات الطبية القديمة بتقنيات حديثة ..!!

علوم
الثلاثاء 16-7-2013
منذ آلاف السنين، وفي جميع حضارات البشر المتنوعة، وعلى رغم اختلاف زمانها ومكانها، أو حتى معتقداتها، كان هناك شيء مشترك بينهم، ألا وهو البحث الدائم عن علاجات لبعض أنواع الأمراض ،

وكانت كل حضارة لها قناعتها في نوع العلاج المُستخدم حينها، لبعض أنواع الأمراض ومنها ما زال متوارثاً حتى يومنا هذا، على رغم تطور الطب في منحناه التصاعدي ، بل أكثر من ذلك فلقد أُقيمت الأبحاث والتجارب على بعض العلاجات الغريبة المعتمدة في كثير من الأمراض، ولقد كانت النتيجة أن قام الطب الحديث بثبيت هذا العلاج أو نسفه والتحذير منه، ولكن هناك بعض العلاجات القديمة، قد طورها الطب الحديث مع إدخال وإضافة التقنيات الحديثة عليها، حتى جاز القول : علاجٌ قديم بتقنية جديدة. ومن هذه العلاجات:‏

العلاج باستخدام العلق ..‏

هذا النوع من العلاج بدأ منذ 2500 سنة، وهي عبارة عن لدغات علقة،في أي مكان من الجسم، وذلك لعلاج آلام المفاصل، والتي تترك في الجسم بعض المكونات البيولوجية والكيميائية، التي تعالج وتسكن تلك الآلام الناتجة عن المرض، وفي نهضة الطب الحديث أثبتت التجارب المخبرية صحة هذا العلاج، ولكن لا يعني أنه يمكنك شراء علبة من العلق، ويمكنك أن تعالج هذا المرض، بل قام الطب بتطوير هذا العلاج مع إضافة بعض الخصائص الاخرى، وحوّله الى حبوب يمكن شراؤها عبروصفة طبية.‏

العلاج بالطين..‏

هي طريقة علاج قديمة العهد جدا، وهي طريقة غمر كامل الجسد بالطين البركاني، الغني بالمعادن، وأول من استعمل هذه الطريقة هم سكان البيرو، وهم يعتقدون أنها تعالج الكثير من الأمراض بدءاً من حب الشباب، وصولاً لعلاج فعال من حمى الروماتيزم، ودور الطب الحديث أنه لم يمنعها، بل كان يعتبر أن فوائدها ظاهرياً كثيرة.‏

علاج لسعة النحل ..‏

علاج بلسعة النحلة، موطن هذا العلاج منذ زمن بعيد هو الصين، وهو تقليد متوارث، وقد تم تطويره طبياً، وأصبح من العلاجات الشعبية المنتشرة، وهو اليوم يعتبر من أدوات الطب البديل، لعلاج الكثير من الأمراض، مثل النقرس، والتهاب المفاصل، وإزالة الوهن الجسدي المزمن، فتخيل معي نوعية هذا العلاج، أن تقترب منك نحلة، وتتركها تلسعك، دون أن تمنعها، أو دون أي ردة فعل منك، ولقد انتشر هذا النوع من العلاج في أغلب الدول الآسيوية.‏

العلاج بالحجامة ..‏

علاج الحجامة، علاج إسلامي، أوصى به الرسول الأكرم (عليه الصلاة والسلام) ومن المؤكد أن له طريقة معينة في تطبيقه، وهو يعالج الكثير من الأمراض، مثل آلام الصداع، ويستخدم أيضا لعلاج الأمراض المزمنة، والروماتيزم، والأكزيما، والكثير من الأمراض الخطيرة، وهو ما زال معتمداً في الكثير من البلدان الاسلامية. ودخل في الطرق التي تستخدمها مراكز العلاج الطبية العالمية.‏

العلاج بالضحك ..‏

أضحك بصوت عالٍ، العلاج بالضحك، والمعروف أيضاً باسم «يوغا الضحك»، ويستخدم للمساهمة في تخفيض نسبة التوتر، وللزيادة من الطاقة، وهذه الطريقة من العلاج شعبية في الهند ، حيث تم وضعها من طبيب مادان كاتاريا في مومباي.‏

علاج ريجبة ..‏

في العام 2010، أصدر البرلمان الهندي، قانوناً يعترف رسمياً بالطب التقليدي الشعبي Rigba، وهذ النوع من العلاج يستخدم على نطاق واسع لمنطقة الهيملايا، ويستخدم في التيبت، ومنغوليا، وأجزاء من اليابان، وهو عبارة عن احداث جرح، في الجبين، بين العينين، لنزف الدم الذي يعتبر فاسداً، أو يعتبر سبباً لكثير من الأمراض، وهي طريقة علاج شمولية لكل أنواع الأمراض. اعتقاد متوارث منذ آلاف السنين، شُرع بقانون رسمي، ولا يوجد حتى اليوم رأي طبي لهذا النوع من العلاج.‏

دفن الجسد بالرمال الساخنة..‏

هو علاج تقليدي لحمى الروماتيزم، ويستمر هذا النوع من العلاج لفترة زمنية، تطول أو تقصر، حسب استجابة جسم المريض لهذا النوع من العلاج ومدى تحسنه ويقوم على دفن الجسد في الرمال الساخنة.‏

العلاج بالصدمة الكهربائية‏

وقد تم العمل على تطوير العلاج بالصدمة الكهربائية، كعلاج للأمراض النفسية، ومرض انفصام الشخصية، والاكتئاب وغيره من الاضطرابات العصبية والنفسية ، ويشمل العلاج عدة صدمات كهربائية قصيرة التي تسبب نوبات قصيرة، أما حالياً فإنه يتم استخدام العلاج بالصدمة الكهربائية، بعد إلزامية التخدير الكلي للمريض، وذلك لمنع الآثار الجانبية الخطيرة مثل فقدان الذاكرة وغيرها من المفاعيل الرجعية، التي قد تسبب ردات فعل معاكسة، وقد بدأ اعتماد هذا النوع من العلاجات في العام 1942 في مستشفيات ولاية كاليفورنيا.‏

لا يمكننا النفي بأن الطب الحديث قد اعتمد في الكثير من الأبحاث والتجارب، على التقليد المتوارث في أنواع العلاجات المُعتمدة قديماً، ولكنه أضاف إليها تقنيات متطورة، ما سهل استعمالها.‏

ولكن ما زلنا حتى اليوم لم يتوصل الطب، لما يسمى بالعلاج الذكي، الذي يعالج نوع المرض دون أن تتعرض الكثير من الأعضاء السليمة في الجسم للأذى، ودون أن يكون هناك ردات فعل كثيرا ما تكون مؤذية.‏

والمثبت قديماً وحديثاً أن القناعة والراحة النفسية لبعض أنواع العلاجات تساعد كثيراً في العلاج، والعكس صحيح، فالعمل على نفسية المرض ومحاولة إقناعه بجدوى العلاج لأي مرض، يساهم في تسريع وتسهيل الشفاء، ويعطي العلاج مفعوله في الجسم، أكثر نسبياً من الذي يُعالج وهو غير مقتنع، أو مرتاح نفسياً لجدوى العلاج.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية