|
البقعة الساخنة وهذا الزعم ليس جديداً على الولايات المتحدة وإدارتها وليس استثناءً في آلية تعاطيها مع الأزمة في سورية أو حتى تعاملها مع القضايا العربية بل هو جوهر السياسة الأميركية التي تدعي حرصها على القانون الدولي وعلى سير عمل مجلس الأمن الدولي ومجلس حقوق الإنسان ويعارض حتى مبادئ مجلس الأمن وقراراته والشواهد أكثر من أن تحصى. فأميركا لا تتوقف عن المزايدات السياسية وتفسر كل ما يجري وفقاً لمصالحها ومصالح ربيبتها إسرائيل حتى لو استدعى الأمر تحريف القوانين وتزييف الحقائق والوقائع ووضع العصي أمام عجلات الحلول، وتستخدم لذلك كل وسائل الكذب والتضليل والتطبيل والتزمير. لكن المفارقة المثيرة للسخرية والاستهجان معاً أن أميركا التي تدعو لعدم عرقلة مجلس الأمن الدولي هي أكثر الأعضاء الدائمين استخداماً للفيتو ضد قرارات هذا المجلس، وهي أساساً التي تملك كل أنواع الأسلحة المحرمة دولياً وترفض الانضمام إلى الاتفاقيات الدولية التي تحظرها. وأميركا هي التي استخدمت الأسلحة النووية ضد اليابان والكيميائي ضد العراق، وهي التي غزت دولاً كأفغانستان والعراق بذرائع ما أنزل الله بها من سلطان وهي التي تشرعن عبر كونغرسها، محاربة حريات البشر وحقوقهم حتى داخل معتقل غوانتنامو، وهي التي تخصص أكبر ميزانية في العالم للتسليح والحروب ثم تأتي لتقول للآخرين كفوا عن عرقلة عمل هذه المنظمة الدولية أو تلك!!. |
|