تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


نيسان يشرق من جديد

جامعات
الثلاثاء 16-4-2013
ميساء الجردي

لا تكاد تبدأ الأيام الأولى من نيسان حتى يبدأ السوريون باستذكار أمجاد هذا الشهر الربيعي الذي يتفاءل به أبناء الوطن الواحد... مع خروج آخر جندي فرنسي مطرودا عن أرضهم.

وتخليدا لهذه الذكرى وتكريما لشهدائها من يوم الاستقلال حتى يومنا هذا فإن السابع عشر من نيسان يوما يجمع الكلمة ويجدد المواثيق... هذا ما نشعر به نحن أبناء سورية ...منارة الشرق وجوهرة العروبة. وأمام العهود التي جددها الطلبة السوريون من مختلف مواقعهم الجامعية ومعاهدهم وهم ينظرون إلى النصر القريب على المؤامرة ليكون هذا اليوم عبرة على مدى التاريخ . لا يمكننا إلا أن نقول أن ذلك حقهم وواجبهم أمام نفسهم وأمام الوطن وشهدائه لأن من يقرأ التاريخ ويراجع بعض قناعاته يعرف أن التاريخ يعيد نفسه في سياقات مختلفة ...وما شهدته سورية خلال هذه الأزمة وما تشهده اليوم من بشائر النصر القريب والخلاص من الإرهاب الظلامي ما هو إلا شكل من أشكال الاستعمار الجديد الذي يعمل على مبدأ الأيدي الخفية.‏

بطبيعة الحال فإن الجامعات السورية لم تكن يوما بعيدة عن قضايا الوطن وهمومه بل كانت منارة للعروبة والعرب حتى أيام التضييق، فلم يستطع الفرنسيون خلال فترة الانتداب الفرنسي فرنسة الجامعة السورية على منوال بعض الجامعات في البلدان العربية الأخرى، فقد حافظت جامعاتنا على هويتها الوطنية وظهرت كمنبر للنضال الوطني ضد الانتداب...ولم يمنعهم تحصيلهم العلمي من متابعة الوطنية والقومية وفي مقدمتها استقلال سورية وسيادتها على ترابها ثم قضية لواء الاسكندرون وقضية فلسطين وغيرها مما يعبر عن اهتمامهم بكل الأمة العربية .أما بعد الاستقلال فقد شهدت هذه المؤسسة توسعا كبيرا في كلياتها ومعاهدها بعد أن اقتصرت حتى حينه على كليتي الطب والحقوق.‏

اليوم هو السابع عشر من نيسان... بعد مرور سبعة وستين عاما على الاستقلال أصبح التعليم العالي في سورية قطاعا تعليميا رفيع المستوى يغطي كل أنحاء الوطن ويشمل كل الراغبين بالتعلم ويشهد على المستوى الاقليمي والدولي ومازال طلبتنا أكثر اهتماما بهذا اليوم وأكثر اصرار على دحر المؤامرة ورفع الظلم عن وطنهم سورية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية