|
شؤون سياسية وبعد تأسيسها بخمس سنوات ابرمت اتفاقية الدفاع العربي المشترك واتفاقية الوحدة الاقتصادية العربية في خطوة لتمتين اواصر القربى بين العرب والسعي الى تحقيق آمال الجماهير العربية في توحيد اقطارها معا .ومن الدول المؤسسة للجامعة العربية كانت سورية اولا. اما القمم العربية في شكلها الحديث فلقد كانت بدعوة من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بغية اتخاذ اجراء عربي فعال يوقف اعمال تحويل مياه نهر الاردن التي كان الكيان الصهيوني قد شرع فيها . وسجلت للقمة العربية انها في العام 67 وبعد النكسة مباشرة اتخذت قرارها باللاءات الثلاثة ( لا للتفاوض ولا للصلح ولا للاستسلام ) امام العدو الصهيوني وذلك في قمة الخرطوم اواخر العام 67 . ولكن الجامعة لم تسر كما ارادتها الامة دائما ولم تعبر عن خلجات الجماهير في مواقفها من القضية المركزية العربية : قضية فلسطين . ومع ذلك لم تخرج الجامعة عن ميثاقها حتى قبل نحو عامين واندلاع الاحداث في ليبيا حيث اتجهت الجامعة الى مجلس الامن ومن ثم شرعت التدخل العسكري الاطلسي في ليبيا ..بذلك التدخل خسرت ليبيا اكثر من مائة وخمسين الفا من اهلها المدنيين . وبعد وقوع الاحداث في سورية انقلبت الجامعة على معاهدة الدفاع وعلى ميثاقها وبالتحديد المادة الثامنة التي حرمت التدخل في الشؤون العربية. وحاولت جاهدة ان تستعين بالاجنبي للتدخل العسكري في دولة عربية مؤسسة للجامعة . عدد كبير من القرارات التي تعتبر سوابق خطيرة ارتكبتها الجامعة العربية في محاولة قراءتها الاحادية الجانب للحدث السوري . من ذلك حرمان سورية من مقعدها في الجامعة ومحاصرتها اقتصاديا وليس ذلك فحسب بل كذلك منح المقعد السوري للمعارضين وايضا محاولة سلب سورية مقعدها في الامم المتحدة وفي منظمة التعاون الاسلامي. القرارات في الجامعة اخيرا خالفت التقليد المعروف فيها بوجوب ان تكون جماعية . فجميع ما اتخذ من قرارات ضد سورية في الجامعة العربية كانت بالاغلبية لا بالاجماع . خالفت ومزقت الجامعة العربية ميثاقها ومعاهدة الدفاع واتفاقية الوحدة الاقتصادية العربية وحرضت على سورية. ودعت وتدعو الى تدخل اجنبي مباشر وعسكري ضد سورية .كما انها اتخذت قرارات تحت ضغط اصغر دولها واكثرها ثراء وقربا من واشنطن وتل ابيب . . وصارت الجامعة مقرا لغير العرب يكيلون الشتائم والتهديدات للعرب – كما هي حال تركيا . لقد تم نسف الاسس التي قامت عليها الجامعة وجعلها خضوعها للدولة الاصغر والاكثر قربا من واشنطن وتل ابيب تفقد مبرراتها وشرعيتها وقانونيتها بل ربما وجودها ايضا . القرارات الاخيرة للقمة العربية لم تتم بالاجماع وكانت تخدم عمليا انهاء مؤسسة الجامعة وتحويلها إلى احد مكاتب وزارة خارجية قطر التي بدورها ليست اكثر من مكتب صغير تديره الولايات المتحدة الامريكية . فقدت الجامعة دورها وفقدت مبرر وجودها واصبحت رهينة من يكون من العرب في الحضن الصهيو – امريكي . وحولت الجامعة البوصلة نحو العدو فما عاد الصهاينة المحتلون هم اعداء العرب بل هناك اعداء جدد في الداخل العربي وفي المحيط الاقليمي للعرب . ماذا بقي من مؤسسة داست على ميثاقها وتصرفت بالضد مما ورد في ميثاقها وفي اتفاقياتها للوحدة الاقتصادية والدفاعية سوى ان تدفن فهي في الحقيقة ماتت تماما وفي حاجة الى ورقة نعي لا اكثر . |
|