|
أروقة محلية ويعلم أبناء سورية جميعاً أن التحرير من نير الاستعمار الغاشم ما كان ليكون لولا إرادة شعب لا تلين وتوحد أبناء الوطن السوري الواحد من شماله إلى جنوبه في ثورة عارمة اجتاحت كل مدن البلاد وأريافها وسطر فيها رجالها الأشداء ملاحم تاريخية تحمل كل معاني البطولة والتضحية والإباء، لا تزال مصدر الهام للأدباء والشعراء حتى يومنا هذا. فما إن تكشفت خفايا اتفاقية سايكس بيكو ومنذ اللحظات الأولى لتطبيق الخطة الاستعمارية بتحويل سورية إلى منطقة انتداب فرنسي حتى تفجرت سلسلة متصلة من الثورات بدأت مع دخول القوات الفرنسية الأراضي السورية إثر معركة ميسلون في 24 تموز 1920 الذي أبى إلا التصدي لها وزير الحربية آنذاك البطل يوسف العظمة ليسقط شهيداً ومعه المئات من الشهداء لتشتعل الثورات من جبل الزاوية في الشمال بقيادة إبراهيم هنانو الى الساحل السوري بقيادة صالح العلي وفي دمشق بقيادة محمد الأشمر وغيرهم من الأبطال الذين رووا بدمائهم كل شبر من الأراضي السورية بلا استثناء لا شيء يوحدهم سوى إيمانهم بحب الوطن والتوق إلى استعادة حريته وكرامته. ومع تجدد ذكرى النصر الغالية على قلوب كل السوريين تتجدد معانيها الكبيرة في النفوس وما أحوجنا اليوم مع ما يتعرض له شعبنا من هجمة شرسة تستهدف النيل من عزته وصموده وكل مقدساته أن يستلهم أبناء الوطن الواحد تلك المعاني اليوم كما بالأمس أن النصر وحرية الوطن لن يكون إلا بوحدتهم وتلاحمهم في وجه كل غاصب أو طامع في النيل من كرامة شعب علم العالم على مدى العصور دروس الإخاء والتوحد بين أبنائه على اختلاف مشاربهم والتلاحم في وجه المحن للذود عن حياض الوطن مهما كلف الأمر من غال ونفيس.ف |
|