|
دمشق شعب علم العالم كيف نبني بيد ونحارب باليد الأخرى، شعب علم البشرية أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة فلا مساومة على الاستقلال ولا تهاون بالكرامة ولا تفريط بالأرض، فكان الجلاء الملحمة التي أزهت العالم والمنارة التي تهتدي بها الشعوب وهو فجر جديد لأمة رفضت الذل والهوان وتطلعت نحو العزة والكرامة ونيل الاستقلال بعد أن قدمت الدماء والأرواح رخيصة في سبيل ذلك وما أروع أن يظفر المرء بالورد ولو أدمت يده الأشواك. وحول المعاني السامية للجلاء ودلالاته ومعانيه أجرت «الثورة» العديد من اللقاءات مع بعض من ممثلي الطبقة العاملة ورؤساء النقابات المهنية بدمشق. الجلاء ليس هبة من أحد أكد السيد حسين فهد حمدان رئيس نقابة عمال السكك الحديدية بدمشق بأن منذ 67 عاماً استعادت سورية حريتها وكرامتها وعادت حرة أبية بعد أن مرغت أنف المستعمر الفرنسي بالتراب وأذلت هيبته. وأضاف حمدان: إن هذا الاستقلال ما كان ليتحقق لولا وقوف شعبنا بكافة أطيافه صفاً واحداً لمقاومة ودحر هذا العدوان الظالم عن أرض الوطن. وقال حمدان: إن الجلاء لم يكن هبة أو عطاء من هذا المستعمر أو غيره وإنما كان نتيجة أعمال بطولية ومقاومة دؤوبة قام بها زعماء الثورة السورية أمثال سلطان باشا الأطرش وصالح العلي وإبراهيم هنانو، وأحمد مريود وغيرهم. وتابع حمدان حديثه بالقول: تمر الذكرى 67 للجلاء وفي العين دمعة وفي القلب حرقة وحسرة لما تتعرض له بلدنا الحبيب من تآمر قوى الشر والعدوان وتخاذل من بعض القوى العربية الإرهابية والتكفيرية التي تريد اخضاع سورية لمشاريع الهيمنة لمصلحة أمن إسرائيل. وأشار حمدان إلى أن سورية كانت على الدوام تقف مع الحق العربي ومناصرة له على الدوام وخاصة القضية الفلسطينية وستبقى كما عهدتها جماهيرنا العربية أمينة ومدافعة عن هذا الحق. وختم حمدان بالقول إن طبقتنا العاملة ستظل الحصن المتين والمدافع الأول عن سورية وسيادتها واستقلالها وستقدم الغالي والنفيس في سبيل عزتها وكرامتها وإعلاء شأنها. عيد الكرامة من جانبه أكد السيد علي مرعي رئيس نقابلة عمال النفط بدمشق بأن عيد الجلاء هو عيد التحرير وعيد البطولة والشهامة والرجولة، حيث استطاع الشعب العربي السوري والثوار بدحر الاحتلال الفرنسي وجلائه عن أرض الوطن. وأضاف مرعي: إن الجلاء كان نتيجة التضحيات التي بذلها شعبنا بقيادة ثوارنا الأبطال أمثال صالح العلي وسلطان باشا الأطرش وإبراهيم هنانو وأحمد مريود ويوسف العظمة وزملائهم من الثوار على مساحة أرض الوطن. وقال مرعي: رحل المستعمر بوجهه القديم ولكنهش جاء بوجوه عدة بمؤامراته المستمرة على بلدنا حتى تاريخه وبأساليب مختلفة اقتصادية وسياسية وعسكرية مأجورة لضرب صمود سورية وتصديها للمؤامرات. وأشار إلى أن الحرب التي تشهدها سورية اليوم ما هي إلا مخطط استعماري جديد للهيمنة على سورية وتدميرها وتفتيتها وضرب نهجها المقاوم والممانع وثنيها عن دورها المحوري في المنطقة. وبين مرعي بأن شعبنا العربي السوري وجيشه الباسل سيبقى صامداً مدافعاً عن كرامة وحرية وسيادة الوطن. وختم بالقول سيأتي الجلاء العظيم والأكبر من خلال دحر المؤامرة الكبيرة وإفشال المخطط الأميركي الصهيوني وأعوانه من الرجعية العربية وزعمائهم من أشباه الرجال كما وصفهم السيد الرئيس بشار الأسد، موضحا أنه وكما خرجت سورية منتصرة ضد الاستعمار الفرنسي ستخرج منتصرة اليوم من الحرب الكونية التي تشن عليها وأقوى مما كانت عليه في الماضي وستستعيد دورها ومكانتها حتى تحرير الأراضي العربية المحتلة من دنس الاستعمار والصهيونية وقوى الظلام والشر. ثمرة لنضال الشعب بدورها أكدت السيدة انعام المصري أمينة الثقافة والإعلام باتحاد عمال دمشق بأن الجلاء هو عيد الأعياد حيث تم فيه رحيل آخر جندي غاصب عن سورية بعد سنين طويلة من الظلم والعبودية والاحتلال. وأضافت المصري إن الجلاء هو ثمرة لنضال الشعب العربي السوري فكانت الثورات على امتداد مساحات الوطن لدحر العدو الغاشم ونيل شرف الاستقلال متطلعين إلى مقولة الشهادة أو النصر والشهادة أولاً لأنها الطريق إلى النصر. وبينت المصري بأن للجلاء معان سامية ودلالات قيمة تكمن برفع العلم العربي السوري على أرضها والتحرر من رجس الاحتلال والتطلع لبناء دولة مستقلة ذات سيادة وعزة وكرامة. وتابعت المصري حديثها بالقول: ستبقى سورية كعادتها قلعة الصمود والتصدي بوجه كافة قوى البغي والعدوان منوهة بالقول إن فرحتنا لن تكتمل إلا بعودة الأراضي العربية المحتلة وفي مقدمتها فلسطين والجولان. وختمت السيدة المصري حديثها بالقول: إننا كطبقة عاملة سنبقى الجند الأوفياء لهذا الوطن الغالي وقدمنا في سبيله الكثير من التضحيات ولدينا القدرة على تقديم المزيد إذا لزم الأمر، وسنظل نبني ونعمل بيد لأن العمل قيمة وسندافع باليد الأخرى لأن الشهادة شرف. وعن دورها كمرأة قالت: إن المرأة أم ونصف المجتمع وسورية هي الوطن وهي أم الجميع ولن تبخل على أبنائها باحتضانهم عبر المصالحة وتعزيز نهج التسامح والمحبة وهي الأم الحنون التي لا تقسو على أبنائها لأن قدرتها على التسامح أكبر وأسمى من كل الجراح. الجلاء رمز لسيادة القرار من جانبه أكد السيد سامي حامد رئيس نقابة عمال الصحة بدمشق بأن الجلاء هو رمز للحرية والاستقلال وسيادة القرار الذي كلف السوريين الكثير من الدماء والتضحيات منوهاً بأن الجلاء أمانة في أعناقنا وأن سورية يجب أن تبقى كما كانت عزيزة وحرة وصاحبة سيادة وليس كما يخطط لها البعض لعلها دويلة مستضعفة وتابعة تدور في فلك الغرب وأميركا ومن يدور في فلكهما. وأضاف حامد: إن الشعب السوري قدم الكثير في سبيل دحر المستعمر الفرنسي من بلادنا وهو على استعداد لتقديم المزيد من التضحيات لافتاً إلى أن الأرض هي العرض وأن ما يؤخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة. وقال حامد: إن ما يحدث اليوم في بلدنا الغالي ما هو إلا استمرار لمخططات استعمارية قديمة ولكن بلبوس جديد بأساليب حديثة منوهاً بأن الشعب السوري شعب عظيم وأن من قام بطرد فرنسا وإجبارها على الانسحاب يستطيع اليوم التغلب على هذه المحنة بفضل وعي الشعب وصمود الجيش وحكمة القيادة. وعبر حامد عن أمله بعودة الأمن والأمان إلى ربوع بلادنا وأن تكون هذه المناسبة الغالية ذكرى ثانية لجلاء الإرهاب عن هذا البلد الذي يعتبر مهد الحضارات وأرض الديانات والذي أشع منه النور على العالم كله ولم يقدم للعالم سوى الخير والمحبة والتسامح وذلك ما أزعجهم وأربكهم فكان عدوانهم الجديد الغادر. عيد الكرامة من جانبه أكد السيد حسام إبراهيم رئيس نقابة عمال الكهرباء بدمشق بأن عيد الجلاء هو عيد الأعياد ففيه تختصر كل المناسبات الوطنية فهو الحرية بعد استعمار وهو الكرامة بعد إهانة وهو الفرحة بعد حزن. وأضاف: ففي مثل هذا اليوم الأغر احتفلت سورية الحبيبة بجلاء آخر جندي فرنسي عن أراضيها بعد كفاح تعمد بدماء الشهداء الذين ارتقوا إلى العلا في سبيل الحرية. ففي مثل هذا اليوم هب الشعب السوري العظيم في كل شبر من أراضي الجمهورية العربية السورية لرد العدوان البغيض واستعادة الكرامة العربية ونيل الحرية الغالية فكان الانتصار وكانت الشهادة وكلاهما شرف عظيم فيوم الجلاء هو الدنيا وزهوتها فيه أشرقت شمس المدنية وبدأت مسيرة الحداثة وبناء سورية الحديثة وفي ذكرى الجلاء السابعة والستين هنيئاً للشعب السوري انتصاراته وهنيئاً للجيش السوري إنجازاته العظيمة وهو يقاتل على خطوط النار لطرد وجلاء آخر إرهابي عن أرض سورية الحبيبة. |
|