تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


دمشق: الجلاء تاريخ مفصلي يؤرخ لمعارك البطولة

دمشق
محليات
الثلاثاء 16-4-2013
ثورة زينية

يوم تاريخي في حياة الشعب السوري نال فيه حريته المنشودة من غاصب جاء من بلاد الغرب ليعيث فساداً ويستغل ما استطاع من ثروات وخيرات..

ويفرض ثقافته التي لم تجد لها مكان في أقدم موطئ للحضارات في الدنيا وهنا يحلو لي أن أخرج عن المقدمات التقليدية وأروي قصة حدثت عندما كان فارس بيك الخوري سفير سورية في الأمم المتحدة وأحد مؤسسي هذه المنظمة الدولية ففي إحدى الجلسات دخل المندوب الفرنسي‏

ووجد فارس خوري يحتل مقعد سفير فرنسا في الجلسة فتوجه إليه وبدأ يخبره أن هذا المقعد مخصص لفرنسا ولهذا وضع أمامه علم فرنسا وأشار له إلى مكان وجود مقعد سورية مستدلاً عليه بعلمها ولكن سفير سورية استمر بالتحديق إلى ساعته وعند الدقيقة الخامسة والعشرين تنحنح فارس خوري وقال للمندوب الفرنسي: سعادة السفير جلست على مقعدك خمسا وعشرين دقيقة فكدت تقتلني غضباً وحنقاً أما سورية فتحملت سفالة جنودكم خمسا وعشرين سنة وآن لها أن تستقل وفي هذه الجلسة نالت سورية استقلالها وفي السابع عشر من نيسان 1946 جلى آخر جندي فرنسي عن سورية.‏

وبهذه المناسبة الغالية التقينا عدداً من المواطنين السوريين والذين عبروا عن فرحتهم بالاحتفال بهذا اليوم وتطلعهم إلى خروج سورية من أزمتها سالمة غانمة.‏

السيد نبيل قزح - عضو مكتب تنفيذي بمحافظة دمشق: إنه يوم عرس وطني زغردت فيه سورية أرضاً وشعباً بعد أن طوت وراءها ليلاً أسوداً حالكاً زرع فيه الغاصب الفرنسي ألوان الموت والدمار والعبودية التي أبى الشعب السوري العظيم إلا أن يكون كما عهده دائماً حراً كريماً فدحر المستعمر مكبداً إياه الخسائر المادية والمعنوية ولقنه درساً في الكرامة والإباء.. وأن الشعب السوري لا يسكت على ضيم ولا يستعبد من أحد.‏

فهذا العيد هو عيد كل السوريين ويعني كل فرد منا مهما كان دينه أو انتماؤه أو عقيدته، ومناسبة فيها من الرمزية ما يدل على أغلى ما يمتلكه الإنسان وهو الحرية والكرامة.‏

السيد عمار كلعو - عضو مكتب تنفيذي بمحافظة دمشق: إن عيد الجلاء لا يؤرخ فقط لجلاء المستعمر الفرنسي عن أرض سورية بل هو تاريخ مفصلي يؤرخ لمعارك البطولة التي خاضها الشعب السوري ضد المستعمرين، فجلاء المستعمر والتحرر من نيره تم بفعل إرادة السوريين ومقاومتهم وبطولاتهم الكبيرة ولم يتم بإرادة المستعمر كما هو حال دول عديدة تحررت بصكوك التراضي بينها وبين المستعمر، والسوريون لا يحتفلون بعيد الجلاء كمناسبة تطلق عبرها الشعارات والخطابات بل بوصفه عيداً قومياً يجسد معاني التضحية والنضال وإرادة التحرر والتحرير وإذا كانت العديد من الدول تهمل تاريخها وتستهتر بتضحيات شعوبها فإن سورية ورغم كل التحديات والمؤامرات والأزمات ظلت أمينة على تاريخها الحضاري والإنساني وستبقى دائماً سورية التاريخ والحضارة وسورية الكرامة والمقاومة والممانعة في وجه أي اعتداء على حرية وكرامة شعبها أو الشعوب المستضعفة الأخرى.‏

المواطن رئيف سمان - موظف: نحتفل بعيد الجلاء جميعنا كسوريين على امتداد مساحة الوطن وبمختلف مكوناته الوطنية والقومية والدينية حيث إن هذه المناسبة العظيمة تستحق منا أن نقف أمامها بإجلال وشعور بالفخر والعظمة.‏

ويضيف: لقد جاء جلاء المستعمر الفرنسي عن بلادنا بعد نضال مرير من أبناء سورية بدءاً من معركة ميسلون الخالدة التي قادها البطل يوسف العظمة وتصدى للاحتلال الفرنسي رغم معرفته بعدم التوازن بالقوة مع المستعمر المدجج بأعتى أنواع الأسلحة آنذاك إلا أنه أبى أن يقال إن المستعمر دخل سورية من دون مقاومة، فكان الشهيد الأول على مذابح الجلاء مروراً بنضالات جميع أبناء سورية من جبل العرب إلى غوطة دمشق إلى الساحل السوري والجزيرة السورية وأتمنى مع غيري من السوريين الشرفاء أن نحتفل قريباً أيضاً بخروج سورية من أزمتها منتصرة أبية.‏

المواطنة رزان بغدادي - مهندسة: إن هذه المناسبة عزيزة على قلوب جميع السوريين ولن تكتمل فرحة الجلاء إلا بعودة الجولان الحبيب إلى حضن سورية الأم، فالجلاء هو عيدنا الكبير ولعل توصيف الرئيس شكري القوتلي في خطابه عقب جلاء المستعمر الفرنسي في 17 نيسان 1946 أبلغ من أي وصف حيث قال هذا يوم تشرق فيه شمس الحرية الساطعة على وطنكم فلا يخفق فيه إلا علمكم ولا تعلو فيه إلا رايتكم، هذا يوم الحق تدوي فيه كلمته ويوم الاستقلال تتجلى عزته، يوم يرى الباطل فيه كيف تدول دولته وكيف تضمحل جولته، هذا يوم النصر العظيم والفتح المبين.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية