تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


يا معارضة ضحكت...!!

معاً على الطريق
الثلاثاء 16-4-2013
خالد الأشهب

ثمة مثل شعبي متداول عن «تلك الحزينة التي جاءت لتفرح فلم تجد لنفسها مطرح»، يذكرني, خاصة بعدما أعلن من أعلن وعلى رؤوس الأشهاد والعباد أنه يدين بالولاء للقاعدة وزعيمها،

بذلك الفصيل من المعارضين السوريين، الذين بجهالتهم أو بمعرفتهم أخذوا بلدنا إلى حمام دم وكومة خراب، وقد ظلوا طيلة وقت القتل والتدمير يتحدثون ويصدعون رؤوسنا بالدولة المدنية الديمقراطية التعددية الموعودة, وهم الواهمون الظانون أنهم النخبة التي اصطفتها السماء من بين السوريين لقيادتهم إلى نعيم تلك الدولة وجناتها!‏

ورغم كل ما تسببوا به حين جعلوا من جسومهم وألسنتهم جسوراً ليعبر القتلة الغرباء من كل حدب وصوب إلى أرض سورية، ورغم قناعتي بأنهم ضالون مضللون في وقت واحد.. ضالون لأنهم توهموا أنهم أكثر ذكاء وحذقاً من السوريين العاديين فركبوا حبل المرساة ولم يركبوا السفينة، ومضللون لأنهم توهموا خصال القيادة فلبسوا زيها ولم يتمثلوها، حين توسلوا وتسولوا كل من هب ودب على خارطة العالم كي يساعدهم في إمالة رؤوس السوريين ولم ينجحوا.. رغم كل ذلك أراهم حزانى يستحقون الشفقة كما اللوم والعقاب تماماً.. إذ أين هي دولتهم المدنية الديمقراطية والتعددية بين كل هذا الحشد من الإمارات الإسلامية المعلنة حتى وغير المعلنة اليوم على الأرض السورية؟‏

وأين هو حراكهم السياسي السلمي والمدني الموعود بين كل هذا الصخب من فتاوى التكفير وصيحات التكبير، بل أين ياقاتهم وربطات أعناقهم في هذه الفوضى العارمة من اللحى والجلاليب والسواطير؟‏

بعض من أعنيهم بين ظاهر مثل عين الديك.. ملأ الدنيا وفضائياتها وكواليس دبلوماسياتها لغواً من وعود ورؤى ومن ترق وترفع وحضارة.. كما لو أنه، دوناً عن السوريين جميعاً، مستورد بعد التصنيع والتعليب والتغليف من صالات عرض سويسرية واسكندنافية، وبعضهم الآخر صمت صمت القبور مذ رأى السلاح في يد «ثواره» يقتل ويحرق ويخرب، فلاذ في جحر واكتفى بالدهشة، وبعضهم الثالث استحال إلى بهلوان في سيرك من حبال مشدودة.. قدم هنا وأخرى هناك.. ريثما يذوب الثلج!‏

غير أنني أسأل هؤلاء جميعاً.. كيف لكم أن تؤمنوا، إذا كنتم مؤمنين، وتبشروا بالمدنية والتعددية والديمقراطية بينما أولكم يعتبر «النصرة» واحدة من بنادق ثورتكم، وثانيكم يدعوها لتعديل ولائها وليس فكرها وعقيدتها، وثالثكم يعاتبها في ما يناسب سورية والسوريين منها وما لا يناسبهم. كيف لكم بعد اليوم أن تدعوا التوق إلى مدنية تراها «النصرة وأخواتها» زيفاً شعوبياً ينبغي خلعه عن الجسد السوري.. وإلى تعددية تراها شركاً وكفراً يجب اجتثاثه.. وإلى ديمقراطية تراها ارتداداً عن شوراها وجماعتها.. ودونها جميعاً حبل الوريد؟؟‏

طيب الله ثرى المتنبي فلديه ما يناسبكم، فإن أخذتموه أصابكم، وإن بدلتم فيه.. أصابكم أيضاً‏

أغايَةُ الدِّينِ أن تُحْفُوا شَوَارِبَكُمْ‏

يا أُمَّةً ضَحِكَتْ مِن جَهْلِهَا الأُمَمُ‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية