|
|
أسواق وقصة الجلاء في سورية كانت وبحق جسر العبور إلى المستقبل وبناء الدولة العصرية الحديثة المستقلة التي تشكل الرقم الصعب والمؤثر في الساحتين العربية والدولية . ونستذكر بهذه المناسبة المجيدة كيف كان الاستعمار مظهر قهر وفقر ومرض وفوضى وأمية وتخلف وتجزئة ..وكيف انطلقت صفحة مضيئة لتعيد الألق لحضارة عمرها آلاف السنين ..وخلال ستة عقود من الزمن تم استكمال التنمية الاقتصادية الاجتماعية في كل الميادين لتنعكس على الانسان السوري صاحب الرسالة على هذه الأرض . وما يميز سورية عن غيرها اليوم أنها استطاعت وخلال فترة قصيرة أن تحقق مقولة الأمن الغذائي لتكون نموذجاً يحتذى في تلبية حاجات الانسان الأساسية في المأكل والمشرب والملبس والدواء والتعليم وغير ذلك ..بل تحولت إلى دولة منتجة تصدر فائض انتاجها الزراعي والصناعي من حبة القمح الى الدواء الى الألبسة الجاهزة إلى السيارة .. وإن أنسى فلن أنسى قصة ذلك السائح السويسري الذي تعرفت عليه و زار سورية منذ بضعة سنوات ولعدة مرات وأذهله ماشاهده من انجازات وحضارة وصار صديقا ومحبا لهذا البلد ..وكان يقول لزملائه الأوربيين الراغبين بزيارة سورية: أنتم لاتحتاجون شيئاً لتصطحبوه معكم فكل شيء متوفر بصناعة مميزة حتى الشوكولا وبأسعار هي الأقل في دول المنطقة وفي جو من الأمان والاطمئنان والتعايش الرائع لمجتمع يجمع بين كل الأديان والأعراق لأنه مهد الحضارة .. ولم يكن هذا الرجل يصدق أن سعر ثلاث ربطات خبز بأقل من دولار وأجور النقل بأسعار زهيدة للغاية قل مثيلها في العالم ..إنه يتصل اليوم ليطمئن على هذا البلد وأهله ولديه كل الثقة أن الوطن سينتصر ويلملم جراحه طالما هو بلد الخيرات والحضارات ..أجل فالجلاء اليوم يعطينا الأمل أننا أصحاب ارادة وقوة لاتلين ونحن من نحب الحياة وننشد الأمن والسلام في منطقتنا وفي العالم . |
|
