تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ودائعنا.. عز وكبرياء.. وعزم لا يلين

مجتمع
الأربعاء 31-12-2014
غصون سليمان

رسالة صمود وعنفوان وكبرياء نودعها في جعبتك أيها المستعد لطي صفحة من عمرنا وأيامنا وذكرياتنا وأنت تودع ما تبقى من أسرار وخبايا للقادم من أيام العام الجديد..

بشائر خير نحملك إياها نحن السوريين الذين مافترت عزيمتنا ولا قلت حيلتنا ولا ضعفت وسيلتنا وإن فقدنا الأرواح والأرزاق وسكنا في أمكنة غير التي اعتدنا عليها في منازلنا وديارنا وحوارينا...‏

شعب وجيش وقائد خطفوا الأبصار من كل أرجاء الكون لأن نور بلدنا وحق شعبنا، وسطوع إيماننا وحبنا لوطننا وعدالة قضيتنا أبوا أن يقبلوا الويل والظلم والظلام.. دحروا ديجورهم بابتسامة أطفالنا ورجاء عجائزنا وزغردات أمهاتنا وهن يستقبلن فلذات أكبادهن من أبناء وأشقاء وأزواج وأصدقاء شهداء أطهار...‏

أرض عجزت رغم اتساعها وعمق طبقاتها وخفايا أسرارها وأساريرها وسراديبها أن تستوعب سخاء من بذلوا بجهدهم وعرقهم ودمائهم كل ما يملكون ... فمن أجل هذه الأرض كان شموخ السوريين .. ومن أجل عزتها كان الولاء العظيم والتضحيات الجسام ...‏

أربع سنوات إلا قليل لم يهدأ رصاص العدوان فيما رصاص الحق يزلزل في كل مكان ... سوريون يعتلون الأمكنة ويتوجونها بمقام ... نفوس أباة ليبقى الحاضر والمستقبل كما الماضي المجيد ... والعهد التليد عين سورية ماسهت ولا نامت على ضيم ...‏

أيها العام المظفر بكل ألوان العذابات والانفراجات على السواء وأنت العالم بأحوالنا وأهوالنا وطبيعتنا ... بأيام ضجرنا وليال صبرنا ... أشح عن وجه فضائنا غيمات الدروب المتعثرة ...‏

وأنر ببركات أخيارنا ظلمات الغفلة والجهل والتضليل‏

أربع سنوات من عمر الزمن وجبهات العدوان تتقلب رأساً على عقب في بازارات الكذب ومخادع النفاق وسوق النخاسة السياسية ... لعنتهم أنهم تجاوزوا خطوط الكرامة وركبوا رأس الخنازير في خلجان الزمن الباكي عل الغانيات والفارهات من الجمال والزعران وسباق الرذيلة ...‏

حسبوا أنهم قد يستطيعون القضاء على خطوط الطول والعرض في شرقنا وغربنا وشمالنا وجنوبنا فإذا بالبوصلة السورية تنبري لهم وتحدد مسارهم وتعصف بأوهامهم بعيداً عن كل رهاناتهم الخاسرة ... جربوا في سباقات خيلهم ومضارب خيمهم ومساحات قصورهم كل أنواع الانجذابات المغناطيسية علهم يصطادون بعضاً من رغباتهم المتكالبة على رؤية ديارنا وحدود أمتنا ممزقة ضائعة مقطعة الأوصال والآمال والأحلام..‏

فإذا بالنار السورية تتقد بجمرها وحرها وتكوي بلهيبها من حسب أنه يقدر على هزيمتها وانكسارها ... فكانت التجربة المرة والمتكررة دون توقف تعلل نفسها بالآمال علها تمر من بعض الزوايا ... كما حلم إبليس بالجنة ... لكن معاذ الله أن يطفئوا نور الحق الذي تلألأ ضياؤه في أركان وأعمدة السوريين منذ عشرة آلاف عام ويزيد مذ خلق الله البشرية ...‏

فتجد النقاء والصفاء في النفوس الرضية وكتب التاريخ ملحمته الأبدية ... زين بها الجدران بعمق الأبجدية ...‏

سوريون شرفاء لم ولن يرضوا بالذل هوية .سيماهم في وجوههم السمحة عنوان الرحمة والسماحة والمدنية عقول أدمنت العلم والآداب والرياضيات والفلسفة وفروع العبقرية ...‏

شيم وأخلاق ومروءة وجود وكرم وسخاء وعطاء عنوان القضية ... دماء تجلت بالروح هدية ... كرمى لعينيها لحروفها السورية ...‏

أبطال وشجعان وفرسان ينتمون إلى الزمن السوري الأصيل ومن قلب وجدانه أشعلوا في السماء والماء والتراب قبسات النور النقية ... هدى من رحمة ، وغنيمة من كل بر، وسلامة من كل اثم .‏

اللهم إنا نسألك باسمك العظيم ووجهك الكريم أن ترحم شهداءنا الأطهار وتثبت أقدام جيشنا الباسل الذي يخوض معركة الشرف والكرامة في كل الأرجاء...‏

وأن تدفع البلاء والمصاب والعدوان عن بلدنا...وأن تصرف السوء والشر عن أهله وناسه الذين تحملوا وصبروا على كل أنواع الألم والظلم والتهجير وفقدان الأحبة .‏

اللهم إنا نسألك بقدرتك يا كريم أن تشفي جرحانا وتهدئ من سكون ونفوس أهلهم وذويهم‏

اللهم انصر بلدنا وقائدنا وشعبنا وجيشنا ... وأمتنا ... على كل من أراد بهم الخراب والتدمير .. بحقك يا رحمن يا رحيم ... كل عام وتراب الوطن وما يعنيه ... بألف خير‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية