|
مجتمع
نستقبل عامنا الجديد ونعيد ترتيب أوراقنا خالية من العنف والموت والدمار حولنا، بل على العكس نملك أهدافاً محددة وواضحة، لنا ولأبنائنا في متابعة العلم والعمل، ولتحقيق ذلك لابد لنا من القدرة على التخطيط الذي هو تأكيد على تحمُّلنا لأكثر من مسؤولية، فالتخطيط يلزمه هدوء أعصاب، وتفاؤلاً حيث يقرّر علماء النفس بأنّ «التفاؤل» هو من أهم الخصائص التي عليك تطويرها من أجل النجاح الشخصي والمهني ومن أجل السعادة، لذلك فإنّ التوقع بأنّ العام الجديد «سيكون أفضل بكثير» ليكن من باب «تفاءَلوا بالخير تجدوه»، فالناس المتفائلين عادةً، إيجابيون، ويتمتعون بطاقة ايجابية، ويفكّرون بمرح ويتحدّثون باستمرار عن أهدافهم. فهم يفكّرون ويتحدثون حول المستقبل وإلى أين سيتوجهون أكثر من الحديث عن الماضي . قد تكون لدينا أهداف محددة وواضحة، ولكن من دون خطط، إنّ أهم ما نعانيه في هذا الخصوص، هو عدم امتلاك معظمنا مهارة التخطيط. ورغم انتشار التدريبات على ادارة الوقت في السنوات الأخيرة الا أن التربية الخاطئة التي ننشئ عليها الأبناء، تجعلهم يكبرون وهم عاجزون عن إدارة شؤونهم الخاصة بأنفسهم، ورميها على الأهل، ليجدون أنفسهم لاحقاً، جاهلينً كيفية وضع خطط وأسس لأهدافهم. من أجل كلِّ هذا ليكن هذا العام، عام التغيير نحو الأفضل. عام تخصيص المزيد من الوقت للدراسة والعمل، عام إعطاء الترفيه والراحة متسعاً من الوقت . هناك حكمة تقول «لا نندم على ما فات»، وعلينا أن نقوم بها نكبر على أوجاعنا وآلامنا، بل وننوي في العام الجديد تحويلها إلى دافع للأحسن. وإنّ العام الجديد يحمل بوادر الانفراج في الأفق وبوادر النجاح فنعمل بجد كما نعمق علاقاتنا الإنسانية، بعد كل ماعانيناه من عنف، فنكون على تواصل دائم مع الآخرين بإيجابية وحبّ وسلام. كان من ضحايا هذه الحرب «الاستقرار العائلي» فلنعمل مع هذه السنة لاعادة الدفىء والتواصل الى أسرتنا خاصة مع استمرار المصالحات وعودة الناس الى بيوتها، حيث إنّ «الحاجة إلى هدوء الأعصاب لا يمكن أن تكون منفصلة عن الحاجة إلى الراحة أو الحاجة إلى المالونحن محتاجون لكل ذلك لتحقيق الاستقرار النفسي. إنّ الاستقرار المالي هو الذي يجلب الراحة، وإنّ الراحة هي التي تجلب هدوء الأعصاب، فكل واحدة من تلك الحاجات الماسة تمثل في حياتنا القوام الأساسي للسعادة. لكن يتوج ذلك كله الوجود مع العائلة، والتوق إلى البيت والجلوس مع الأبناء، لهذا ليكن في العام الجديد حصة أكبر للعائلة التي تستحق المزيد من الوقت والعطاء النفسي. ويمكننا القول لنفتح قلوبنا للأمل والقيم الروحية فنعمل على تحويل هذه السنة إلى مناسبة لاحياء القيم الروحية الإيمانية التي تتمسك بخير العمل وأنبل القيم. ولتكن سنة التغيير نحو الأفضل، وإذا كان بعض الناس راضين بحالهم ولا يسعون إلى التطوير، فإنّ الكثيرين يطمحون إلى تطوير ذواتهم، بل إنّ البعض يطمح إلى بلوغ درجة الكمال، أو على الأقل الوصول إلى أقصى ما يمكن من النجاح والتفوق في المجتمع. هؤلاء الذين يرغبون في التغيير، لم يطلبوا إلا ما هو من حقّهم، فالتغيير من سنن الحياة، ولكنه لا يتم دائماً بسهولة، بل إنّه ليس متاحاً للجميع بالنمط نفسه وبالوتيرة نفسها. فأحياناً، نجد أنّ هناك مقاومة غير معلنة لأي محاولة لتغيير الحال. |
|