|
وكالات - الثورة ومسارعة الدول الأوروبية لركوب موجة التحريض الأميركي عبر التدخل السافر في شؤون إيران الداخلية، تؤكد حقيقة ما يجري من أعمال فوضى وعنف تهدف لزعزعة استقرار الشعب الإيراني، وروسيا قد أكدت على لسان خارجيتها بأنها لا تستبعد تورط قوى خارجية فيما يجري في إيران. وفي التفاصيل ندد رئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران علي لاريجاني بتصريحات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو المؤيدة والداعمة لمثيري الشغب في إيران مؤكدا أنها تفضح سلوكه المخادع والمنافق تجاه الشعب الإيراني. ونقلت وكالة إرنا عن لاريجاني قوله في كلمه له أمس أمام الجلسة المفتوحة لمجلس الشورى إن هذه الدسيسة تتضح أكثر خاصة بعد أن أعلن وزير الخارجية الأميركي حمايته العلنية والمثيرة للاشمئزاز لأعمال الشغب وحرق ممتلكات الناس والذي يعتبره دفاعا عن الشعب الإيراني ما يفضح سلوكه المخادع والمنافق تجاه هذا الشعب. وكانت الخارجية الإيرانية أدانت أمس تصريحات بومبيو التدخلية في الشؤون الإيرانية والداعمة لمثيري الشغب والفوضى في بعض المدن الإيرانية، مشيرة إلى أن ممارسات بعض الفوضويين والمخربين المدعومين من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا تتسق إطلاقا مع منهج وسلوك الأغلبية الساحقة من الشعب الإيراني الواعي والفطن. وقال المتحدث باسم الوزارة سيد عباس موسوي إن المسؤولين الأميركيين ليسوا بالموقع الذي يسمح لهم الإعراب عن تضامنهم مع الشعب الإيراني، مجدداً انتقاده للتدخل الأميركي بالشؤون الداخلية الإيرانية وخصوصاً التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الأميركي، مؤكدا أن الشعب الإيراني اجتاز الكثير من الصعوبات وسيتمكن من تجاوز هذه المرحلة وتسوية قضاياه الداخلية بنفسه، مشيراً إلى النوايا الخبيثة والمناوئة التي تحملها الإدارة الأميركية ضد الشعب الإيراني. وأوضح موسوي أن إيران ترى أن أميركا ليست بالموقع الذي يسمح لها التضامن مع الشعب الإيراني والأجدر لهؤلاء أن يقلقوا بشأن عشرات الملايين من الجياع والمشردين الذين يعانون الفقر المطلق في أرجاء الولايات المتحدة الأميركية. هذا وقررت اللجنة الثقافية في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني حظر الصحفيين الأميركيين الداعمين للحظر الجائر المفروض على إيران من دخول البلاد. وقالت المتحدثة باسم اللجنة فاطمة ذو القدر في تصريح إن أعضاء اللجنة بحثوا في اجتماعهم أمس في العاصمة طهران هذا القرار وتمت المصادقة عليه. وتواصل الولايات المتحدة استخدام العقوبات والحصار الاقتصادي كسلاح وأداة للضغط على الدول الرافضة لسياساتها القائمة على الهيمنة ونهب ثروات ومقدرات شعوب العالم. وفي سياق متصل وردا على تغريدة السفير الأميركي في ألمانيا الذي ادعى قدرة واشنطن إعادة شبكة الانترنت إلى الإيرانيين رغما عن السلطات الإيرانية قال وزير الاتصالات الإيراني محمد جواد اذري جهرمي: من غير الممكن تطبيق هذا الادعاء، مضيفا إن الانترنت مقطوع منذ ثلاثة أيام في البلاد ولكن تتم الاستفادة من الانترنت الفضائي. وكانت كل من ألمانيا وفرنسا مع باقي أعضاء الاتحاد الأوروبي، قد ركبوا موجة التدخل والتحريض الأميركي ضد إيران، تحت مسمى دعوة السلطات الإيرانية إلى احترام المظاهرات وفتح حوار مع المحتجين. وقالت أولريك ديمر المتحدثة باسم المستشارة، أنغيلا ميركل أنه يجب أن تتاح لشعب إيران الفرصة للتعبير عن استيائه من الوضع السياسي والاقتصادي، والتعبير عن آرائه بحرية وسلمية على حد تعبيرها. من جهتها قالت الخارجية الفرنسية في بيان إنها تتابع باهتمام المظاهرات التي تشهدها عدة مدن إيرانية، وتؤكد على «تمسكها بحرية التعبير والحق بالتظاهر بشكل سلمي» على حد زعمها، رغم أن حركة السترات الصفراء في فرنسا لا تزال تواجه بأبشع أنواع القمع الفرنسي بسبب مطالبها الاجتماعية والاقتصادية. في الأثناء تعهد الحرس الثوري الإيراني بالتعاطي بحزم مع أي أعمال فوضى مخلة بأمن الشعب إذا اقتضت الحاجة. وأكد الحرس الثوري في بيان أن الحفاظ على أمن البلاد وهدوء واستقرار المجتمع يعتبر واجباً شرعيا وقانونيا وذلك بالتعاون مع باقي القوات المسلحة والأمنية، مشددا على أن حرس الثورة الإسلامية سيتعاطى بحزم مع استمرار أي أعمال فوضى والأعمال المخلة بأمن الشعب. ولفت البيان إلى الأحداث الأخيرة الحاصلة عقب تنفيذ خطة ترشيد استهلاك الوقود والتي تم استغلالها من قبل الأشرار والعناصر المناهضة وركوبهم موجة الاحتجاجات الشعبية وتلقيهم الدعم من المسؤولين الأميركيين. ونوه البيان بوعي الشعب الإيراني في الكشف عن مخطط العدو وفصل مطالبه وصفوف احتجاجه عن مثيري الشغب والفوضى مؤكدا أهمية وحدة وتضامن وعزم جميع السلطات لتلبية المطالب الشعبية المشروعة. بدوره أكد المتحدث باسم الشرطة الإيرانية احمد نوريان أن الشرطة ستقوم بواجبها ولن تتهاون مع مثيري أعمال الشغب في البلاد وفقا لواجباتها القانونية. وقال نوريان في تصريح أمس انه بعد الدعوات المتكررة المطالبة بإعادة الأمن والاستقرار إلى المجتمع والتعامل بحزم مع من يروّعون المواطنين ويثيرون الشغب ستقوم الشرطة بواجبها بشكل حازم مع هذه التحركات المشبوهة، مشيرا إلى أن الشرطة الضامنة بالكامل للحقوق العامة للمواطنين لن تتهاون مع من ينتهكون النظام العام ويعرضون الأمن للخطر. ولفت نوريان إلى أن بعض العناصر المندسة استغلت الظروف الراهنة وقامت بإثارة الفوضى وأعمال الشغب واستهدفت الممتلكات العامة وأقدمت على أعمال من شأنها أن تسعد أعداء ايران. هذا وأقدم مخربون ومثيرو الشغب على إضرام النار في عدة مصارف بمدن إيرانية مختلفة، على خلفية الاحتجاجات، حيث تم إحراق مصرف «ملي» الحكومي في بلدة ساوة، ومصرف «مسكن» في بلدة كيانشهر، غرب طهران، كما أضرم المخربون النيران في عدة بنوك بمدينة أصفهان جنوب العاصمة، وفي محطة للوقود في مدينة كرج. كذلك أفاد الإعلام الرسمي الإيراني بإحباط عملية اغتيال ممثل المرشد الإيراني وخطيب صلاة الجمعة، ناصري يزدي، في مدينة يزد وسط إيران وإلقاء القبض على عدد من المهاجمين وهروب عدد آخر منهم. وذكرت وسائل الإعلام أن محاولة الاغتيال تأتي ضمن محاولات مثيري الشغب وبعض الجهات لزعزعة الأمن والاستقرار في البلاد. وفي موسكو أكدت وزارة الخارجية الروسية انه من غير المستبعد أن تكون قوى خارجية متورطة فيما شهدته مدن إيرانية من أعمال شغب وفوضى. وأوضح مدير قسم شؤون آسيا في وزارة الخارجية الروسية زامير كابولوف في تصريح نقله موقع روسيا اليوم أن الوضع المتوتر ورفع أسعار البنزين إضافة إلى أعمال قوى خارجية أدت كلها إلى ما تشهده بعض المدن الإيرانية. وكان أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني أكد أمس الأول ضلوع مجموعات مما تسمى منظمة/مجاهدي خلق/ وأعداء الثورة في أعمال الشغب التي شهدتها بعض المدن الإيرانية خلال الأيام الأخيرة. |
|