تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


فضاءات

شباب
7/16 / 2012
سمير محمد محمد - صافيتا

تقذف بنا الحياة إلى شواطئ مجهولة و ربما مخيفة..

لم نكن نتوقعها...‏‏

و أحياناً يتهمنا الآخرون أننا نحن بأرجلنا ذهبنا إليها.....‏‏

كل منا يتجرع آلام قهوته بطريقته الخاصة...‏‏

و نكابر على آلامنا و مواجعنا...‏‏

و نستلذ أو نستلذذ(نظهر التلذذ) بطعم الهيل ...‏‏

هكذا نحن ...‏‏

ندعي الوضوح... لكننا آبار مقفلة خلف آبار خلف آبار خلف آبار...‏‏

و في كل بئر قصة ألم ...‏‏

و في كل قطرة ماء فاجعة و انكسار....‏‏

و نقول أننا نشرب الماء النقي...‏‏

فنسمي الانكسار انتصاراً‏‏

و نسمي الفضيحة حباً‏‏

و نسمي المصيبة نسلاً‏‏

و ندعي أن الانطواء على نجاحاتنا المحدودة (وصول)‏‏

و كل ذلك نحن في شرك كبير محدود بألف قيد و قيد و قيد‏‏

فيا تلك الجدائل البريئة النقية الطاهرة التي كانت تقفز من على ذلك الرأس العبقري، و حوالي ذلك الوجه البريء الناطق بنور الطفولة و الأمل‏‏

المحفورة في تفاصيل وجداني البـكر الطبيعي ..‏‏

لك مني السلام و التحية و الاحترام...‏‏

ليس مني أنا الآن بتفاصيلي المؤلمة...‏‏

بل مني أنا ذلك القابع في داخلي من ذلك الزمن و لا يرتضي أن يموت..‏‏

الخير يبقى فينا شاهداً على فطرتنا ....‏‏

شاهداً على تراجعنا أمام كل هذه المساحات من الألم..‏‏

أقرأت ذلك أم لم تقرأي ....‏‏

فها أنا قد نطقت....‏‏

و الصابرون هناك على جراحاتهم ...‏‏

يعمدون خبز الحياة بدمعة الكبرياء و التسامح‏‏

الطيبون الذين لا نستحق بساطتهم...‏‏

يرجموننا بعفوهم الكبير و تساميهم فوق مديتنا....‏‏

أما نحن المذبوحون بالواقع... لا نستطيع الهروب من الزمن أو الانفلات من قانون الجاذبية ...ليس لنا سوى فضاءاتنا أملا بالبوح و السكينة..‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية