|
شباب وفي كل يوم امتحاني على هذه الحالة يذهب الطالب للمدرسة بكتاب ويعود خالي اليدين بعد أن يرميه في الشوارع , دون أن يعي أهمية الكتاب وما يحتويه فضلا عن الأموال الطائلة التي يتم إنفاقها في طباعة هذه الكتب التي يطبع الملايين منها كل عام.
فتمتلئ الطرقات والساحات المجاورة للمدارس بقصاصات الكتب والدفاتر في صورة تسيء للعلم فضلا عن كونها هدراً اقتصادياً وتربوياً كبيراً. وهذه الظاهرة أي ((رمي الكتب والملخصات والأوراق في الشوارع )) فيها تشويه واضح وظاهرة غير حضارية إطلاقا ، بالإضافة إلى المعاناة والمشقة التي تترتب على المستخدمين في المدارس وعمال النظافة في الشوارع . ونتساءل أين دور المدارس في حث الطلاب على أهمية الحفاظ على هذا الكتاب, وبصراحة هذا الدور مفقود عند كثير من مديري المدارس والأساتذة فمن المفترض أن تكون هناك شدة في هذا الشأن وتفرض العقوبة على الأقل لمن يفرط في الكتب عن طريق رميها بالشوارع وغير ذلك ومن المفترض ألا يتسلم أي طالب (( النتائج أو الشهادة )) إلا بإحضار جميع الكتب دون أي نقص حتى يكون هناك اهتمام من الطالب نفسه وعدم قيامه بالتفريط السهل في هذا الكتاب الثروة . و للبيت أيضا دور في حث الأبناء على المحافظة على الكتاب فالأهل يستطيعون بأساليبهم الخاصة إقناع الأبناء الطلاب بأهمية الكتاب المدرسي وضرورة الحفاظ عليه خصوصا إذا ما علمنا بأن هناك بعض العائلات التي تولي اهتماما للكتاب فيقومون بتغليف الكتب من أجل الحفاظ عليها من التلف وبعض العائلات لا يبدون أي اهتمام . ولأن هذه المشكلة تتفاقم عاما بعد عام تطرح أسئلة كثيرة تراودنا فلماذا تصرف الملايين على تأليف وطباعة الكتب المدرسية لتحقيق حاجة آنية تنتهي بنهاية الامتحان وما هو دور وزارة التربية في مكافحة هذه الظاهرة عبر جعل العلم غاية بحد ذاته وليس وسيلة لتحقيق النجاح في الامتحان وتحصيل أكبر كم من العلامات وما هي السبل لرفع سوية الوعي لدى طلابنا : * ترى السيدة ناجية الحلبي (مديرة مدرسة) أن تباع الكتب المدرسية، في حال عدم استخدامها لعام آخر، لشركات الورق لإعادة تدوير الورق وللاستفادة من عائد البيع في نواح تربوية أخرى. كما اقترحت ألا تسلم نتائج الطلاب إلا بعد تسليمهم للكتب وهي بحالة جيدة. * السيد محمود الأحمد / مدرس / يجد بأن هذه الظاهرة ليست عامة بل هي مقتصرة على شريحة معينة من الطلاب ومعظم هذه الشريحة التي تتعمد رمي الكتب وتمزيقها تعبر عن شكل من أشكال القلق الذي يمر به الشباب في الامتحانات وأحياناً الرفض لأساليب الامتحان وأحياناً الإحباط لعدم تحصيل علامات فيه وهذه الظاهرة هي ردة فعل آنية للطلاب الذين يعانون من مثل هذه الإشكاليات بغض النظر عن إلحاق الأذى بالآخرين والكتب ومصادرها . والمطلوب معالجة الأسباب فهناك ملاحظات على المناهج رغم الجهد المبذول من وزارة التربية بتطويرها وهناك ملاحظات على أسلوب الامتحانات والمعالجة تتم من خلال المناشط اللاصفية وعبر الإذاعة المدرسية والندوات والمعارض والمباريات المنهجية ويضيف “أن المسؤولية مشتركة بين المنزل والمدرسة”، فالأسرة معنية كما الطالب والمدرسة ومن خلال التكامل مع المؤسسات الإعلامية والموضوع بحاجة لمزيد من الحوار وتشكيل قاعدة الإقناع والوعي لدى هذه الشريحة. * الأستاذ عثمان قبلي ( أستاذ لغة إنكليزية ) يقترح أن تقوم الجهات المعنية عند طبع الكتب في وزارة التربية بانتقاء أغلفة الكتب من الأنواع الجيدة حتى تكون أكثر تحملاً وذلك بسبب الاستخدامات المتعددة لها من قبل الطلاب. ويضيف “على أولياء الأمور مسؤولية حث أولادهم على المحافظة على كتبهم وعدم العبث بها”. في حين تستغرب الطالبة غالية سعيد (كلية التربية) سلوك بعض الطلاب الذين يرمون كتبهم بعد انتهاء الامتحانات ، والسبب في سلوك بعض الطلاب يعود إلى ضعف أدائهم في بعض المواد أو يشكون من صعوبة الأسئلة أو لكرههم لمواد بعينها. أما الطالب فراس جبان (طالب ثانوي) فقال “يجب أن تتخذ المدارس قراراً حازماً ضد أولئك الذين يعبثون بالأثاث والممتلكات والكتب الدراسية. وأقترح أن يقوم كل طالب بإعادة كتبه إلى المدرسة فور الانتهاء من الامتحانات حتى يستفيد منها طلاب آخرون في العام المقبل لسد العجز في الكتب “. هناك مبالغ تقدر بالملايين تنفق على طباعة الكتب لتوفيرها كل سنة للأجيال ولكن من الملاحظ أن هذه الملايين تهدر مع نهاية كل سنة بشكل سيئ من قبل أبنائنا وبما لا يتوافق مع التربية التعليمية كون هذه الكتب في نهاية كل فصل دراسي مصيرها الأرصفة والشوارع وطلابنا لا يدركون مدى أهمية هذه الكتب لا من حيث تكاليفها ولا من حيث محتواها ولا بد من تشكيل لجان مهمتها معالجة هذه الظاهرة واستئصالها من الجذور وهذه المسألة تحتاج إلى معالجة خاصة لكي يتم تطبيقها فعلياً والطالب في أي معالجة هو المحور الأساسي . |
|