|
البقعة الساخنة فالدول التي رفضت التصويت ونظيرتها التي صوتت ضد التقرير وتلك التي غابت بإرادتها أو غير ذلك تعبر بشكل مباشر وغير مباشر عن وقوفها إلى جانب إسرائيل في هذه المعركة القانونية التي تخاض في المؤسسات الدولية، والتي تشير إلى وعي متصاعد على المستوى الدولي بضرورة الوقوف أمام الغطرسة وسياسة القوة التي اتسمت بها السياسة الدولية في العقدين الأخيرين. من طبيعة العرب والمسلمين الملل السريع.. وفي مثل هذه المسائل القانونية والسياسية لابد من النفس الطويل لحصد النتائج المرجوة، وماحدث في مجلس حقوق الإنسان قاعدة جيدة للانطلاق وتقديم إسرائيل إلى العدالة الدولية وإزالة الستار الحديدي الذي بنته بعض الدول الغربية المدعية التحضر حول «إسرائيل الديمقراطية». فالتصويت ضد «غولد ستون» والغياب والامتناع عن التصويت الذي مارسته بعض الدول هو عار عليها وكشف زيف وكذب سياساتها ودعاياتها في الإطار الإنساني والديمقراطي وكل ماساقته من تبريرات لم ولن يقنع أحداً، وخاصة أن كل المنظمات الحقوقية والإنسانية أكدت ارتكاب إسرائيل جرائم وفظائع بحق الأطفال والنساء والعجز في حربها الأخيرة على قطاع غزة، وهذا الموقف غير الإنساني لهذه الدول لم يفقد هذه الدول مصداقيتها فقط بل افقدها حق مناقشة الدول الأخرى في موضوع حقوق الإنسان والتلطي خلفه لتحقيق أغراض سياسية كما كانت تفعل خلال السنوات الماضية. إن أهمية النجاح في هذه المعركة لايعود فقط إلى تقديم الجنرالات الصهاينة المسؤولين عن الجرائم الأخيرة في غزة رغم فظاعتها إلى العدالة بل لما يفتحه هذا النجاح أمام محاسبة إسرائيل على جرائمها ضد العرب منذ قيامها وحتى الآن وتالياً المطالبة بالتعويضات عن ذلك. فالتداعيات أبعد بكثير عن موضوع غزة والعرب أمام مرحلة جديدة في كشف زيف إسرائيل على مستوى الرأي العام العالمي، وأيضاً كشف زيف المؤسسات القضائية الدولية إذا لم تأخذ دورها في تجريم المسؤولين الإسرائيليين. هي معركة من نوع آخر.. لكنها أشد تأثيراً ووقعاً على إسرائيل التي تضرب مصداقيتها في الصميم.. ولذلك يجب تسخير كل الجهود والإمكانيات السياسية والمالية لكسبها على الصعيدين القانوني والسياسي والنجاح المضمون يستدعي الحذر من التفكير بالنتائج السريعة والإعلامية لتحقيق مكاسب سياسية ضيقة. |
|