تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


في قبض الريح..!

رؤيـــــــة
الثلاثاء 20-10-2009م
غسان شمه

يمتلك الأدب تلك الخاصية المذهلة القادرة باستمرار على خلط الواقعي بالمتخيل، مستمداً حكاياته من أي مجال حياتي، ومن عالم الأفكار والعلوم،

وكذلك من التاريخ.. وتلعب المخيلة الابداعية لعبتها الأثيرة في خلق عوالم موازية لتلك العوالم التي أخذت منها أو عنها.‏

ولعل التاريخ يعد واحداً من مصادر الأدب، ولاسيما الرواية، في سياق ابداع العمل الأدبي المعجون بالخيال، أو الفنتازيا، أو أي أسلوب آخر يبدع الكاتب.. ،كذلك تتعدد أنواع الرواية التي يذهب مبدعها إلى ما يريد أن يقوله بأساليب مختلفة.‏

وفي بعض الأحيان تسيطر على الكتابات التاريخية أساليب تسعى نحو القارئ وشده بأي وسيلة ممكنة..، هكذا تمثل كتابة «الأكشن» الروائية واحدة من الأساليب التي يعتمدها الكاتب للوصول إلى قارئه.. ومن المقبول، أو المطلوب، أن تأخذ تلك الأعمال منحى البناء السينمائي في التقطيع والايحاء وتلاحق الأحداث.. وهناك أعمال دان براون التي تمثل نموذجاً لمثل هذه الثقافة التي لاتنجو من الطابع الاستهلاكي للعصر. وثمة رواية أخرى لكاتب انكليزي .‏

ينحو ذلك المنحى في عملية المترجم «جيش قمبيز المفقود» معتمداً على أسلوب الإثارة التاريخية المحبوكة بقالب بوليسي، تشويقي قد يحبس أنفاس القارئ، كما تشير كتابات بعض النقاد على الغلاف، لكن في الحقيقة، وفي العمق من العمل الروائي فإن القارئ ما أن ينتهي من الرواية حتى يشعر كما لو أنه مر بريح متقلبة تجاوزته، أو تجاوزها، ومضى كل منهما في حال سبيله دون طائل يذكر، سوى ما تتركه بعض أفلام الأكشن الأمريكية التي يشاهدها المرء بعين مدركة، وعقل يعي حجم الاستهلاك الذي يقوم عليه العمل ربما تأخذ هـذه الأعمال طبيعة حياة الناس هناك، وربما هنا، بعين الاعتبار، قبل كل شيء، وهي تنجز ما تنجزه..!!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية