|
ثقافة عن شعر التكوين المبسط والمختزل للعناصر الانسانية والنباتية والزهور والطبيعة الخلوية وصولاً الى اعتماد المؤشرات التصويرية والضوئية التي تمنحها وسائل التصوير والعرض باستخدام الفيديو وتعطي ملامح التحولات في تغيير العناصر والايقاعات اللونية وتظهر الاشكال الانسانية بطريقة مغايرة للمألوف والمتبع في معارض الفنانين. والتنوع المتعدد الوجوه في لوحاتها وفي ايقاعات اللون المتحرر وفي خطوطها القلمية المنسابة طلاقة وحرية في فضائية السطح التصويري يبدو بمثابة حالة تعبيرية انفعالية توضح صورة الاختلاف بين النهج التشكيلي الحامل ملامح حداثوية معاصرة ومتطرفة احياناً وبين اللوحة التقليدية التي فاتها ماحققته مدارس الفن الحديث من انقلابات بعد أكثر من مئة عام من الصراع والتنافس الحاد بين انصار الواقعية وانصار الاتجاهات اللاواقعية المسيطرة على مجمل اعمال المعرض مع بروز لوحة تعيد من خلالها تقديم لوحة (غداء على العشب) للفنان الفرنسي الشهير إدوار مانيه والتي تظهر من خلالها ايحاءات التداخل والتحول من الاداء الانطباعي الى الايقاع التصويري الواقعي مروراً بحالات التعبير التجريدي المقروء في أرضية اللوحة التي اتخذتها كشاشة عرض فيديو. فالتحولات اللونية والضوئية المرافقة لخطوات عرض شريط الفيديو القصير تنطلق من تأملات لوحة مانية المترسخة في الذاكرة الفنية الانطباعية والتي صدمت عيناها منذ ايام الطفولة وذلك لخروجها عن المألوف الاجتماعي في المجتمع الشرقي. هكذا تصل إلى تأليف مشهدي مستوحى من اجواء لوحة مانيه، حيث تلبس شخصيات اللوحة الزي التقليدي وتتفاعل مع اللوحة من منظور ثقافي وبيئوي وهكذا نجد نقاط الالتقاء والافتراق بين لوحة مانيه ولوحتها رغم الانطلاق من جلسة واحدة، ويمكن القول إن وضوح الفكرة في هذا العمل قد ازدادت برؤية النقيض. من ناحية اخرى تركز في لوحات اخرى (ثنائيات وثلاثيات ورباعيات) لاظهار تعددية المناخات اللونية (زيت واكريليك ومواد اخرى) حيث تعمل على تمييع اللون في جوانب من اللوحة وتتجه في أماكن اخرى إلى تكثيف وابراز طبقاته، فمحاولات الدمج بين عدة ايقاعات متعاكسة والصدام اللوني بين الحدة والشفافية ومابين اللمسة الرقيقة والخطوط اللونية المنفعلة وتعاكس الخبرات التقنية عبر تعددية الحساسيات والنتائج والاستفادة المطلقة من مختلف الجوانب التقنية والتشكيلية التي مرت بها وضعنا امام حالة من الثراء والتنوع على الصعيدين التكويني والتقني. |
|