|
عن : wsws.o ry وذلك بعد أشهر من قيامها بذلك من خلال السعودية وقطر على أي حال كانت الـ CIA قد بدأت فعلياً شحن الأسلحة إلى مستودعات تابعة لشبكة سرية في الأردن وفي عملية مدعومة من قبل أوروبا والقوى العربية وتزعم الولايات المتحدة الأميركية بأنها ستقوم بتوريد هذه الأسلحة إلى المعارضة مايسمى «الجيش الحر» وأنها ستقوم أيضاً بتدريب قوات يفترض أنها معتدلة ومستقلة عن القوات المرتبطة بتنظيم القاعدة «كجبهة النصرة» على سبيل المثال. ويرى مراقبون أن الولايات المتحدة الأميركية تحضر لشن هجوم على سورية في آب عقب شحن هذه الأسلحة مستخدمة نفس السيناريو والذرائع التي استخدمتها في عدوانها الهمجي على العراق، أسلحة الدمار الشامل حيث استشهد أوباما بالمزاعم الأميركية والفرنسية التي لا أساس لها من الصحة على أن الحكومة السورية استخدمت الأسلحة الكيميائية كغاز السارين في عشر حوادث منفصلة وهذا برأيه يعد تجاوزاً «للخط الأحمر» الذي تحدث عنه أوباما، مايسوغ لإدارته استخدام سياسة منفتحة لتسليح المعارضة بكميات هائلة من الأسلحة كان معظمها قد أرسل فعلياً من قبل قطر والسعودية إلى جماعات متطرفة على صلة بتنظيم القاعدة بينما تزعم واشنطن أنها سترسل الأسلحة إلى «المعتدلين» لمواجهة هيمنة جبهة النصرة على بعض المناطق في سورية كل ذلك يجري وسط وجود 1000 جندي أميركي في الأردن يقومون بأعمال التدريب بينما تدرس فرنسا إرسال الأسلحة لتحقيق التوازن مع المساعدات العسكرية الواردة من روسيا إلى الحكومة السورية وفقاً لوزير خارجيتها لوران فابيوس. وسط هذا السعي المحموم لتسليح «المتمردين» في سورية نجد أن هناك معارضة سياسية كبيرة في بريطانيا لإرسال أسلحة إلى سورية بما في ذلك داخل حزب المحافظين الحاكم وشركائه في ائتلاف الحزب الليبرالي الديمقراطي، ما أرغم رئيس الوزراء ديفيد كاميرون للتعهد بالتصويت في البرلمان بخصوص القضية التي من شأنها أن تجعله يعقد عبر حزب العمال المعارض وكان إدميليباند زعيم حزب العمال دعي مؤخراً إلى اجتماع في مجلس الأمن القومي في داويننغ ستريت 10 لمناقشة الوضع السوري وكان قد دعي إلى اجتماع مماثل وفي ذات المكان في عام 2011، ليوقع على قرار الحكومة باتخاذ إجراءات عسكرية ضد الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي وقال كاميرون: إن الحكومة تحتفظ بحقها في التصرف لصالح المصلحة الوطنية دون موافقة برلمانية. إن اعتماد واشنطن على السعودية لتسليح المتمردين في سورية يكشف زيف وكذب كل المزاعم والادعاءات بأنها تسعى لمنع تنظيم القاعدة من الحصول على الأسلحة، هذا إذا ماعلمنا جيداً العلاقات الوثيقة التي تربط بين أجهزة الاستخبارات السعودية والقوى المتطرفة في جميع أنحاء المنطقة، وخلال اجتماعه مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، تحدث وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل على أن بلاده ستساعد المعارضة السورية لقتال« دولة محتلة» وبقدر استطاعتهم. إذاً ستقدم كل من السعودية وقطر أسلحة ثقيلة، بمافي ذلك صواريخ أرض جو محمولة باليد، بينما يرى كيري بأن هذه الفترة الزمنية القادمة هي فترة هامةمن الزمن، حيث يمكن اتخاذ القرارات التي من شأنها التأثير على المنطقة لسنوات قادمة، وكان تحذيره الوحيد على توريد الأسلحة « نريد التأكد من أن هذا يجري القيام به بطريقة منسقة وتحدث كيري عن السعي للحل عن طريق التفاوض وأن بلاده ملتزمة رسمياً بمؤتمر السلام في جنيف. ولتعزيز طلب شحن الأسلحة توجه فريق من مفتشي الأمم المتحدة إلى تركيا، لجمع معلومات حول استخدام الحكومة السورية للأسلحة الكيميائية برئاسة العالم السويدي آك سيلتسروم، ومن المتوقع أن يسلم تقريراً مؤقتاً في تموز الجاري، ومن دون أي أساس يعتمد عليه لعمل ذلك وليس أكثر من تسويغ مسار محضر سلفاً للقيام بعمل عسكري مخطط له أن يبدأ في آب، على الرغم من أن مسؤول تركي قال بأنه سيتعذر على فريق تفتيش الأمم المتحدة جمع المعلومات الكافية من طرف واحد، دون العمل مع الحكومة السورية. روسيا وهي حليف لسورية ، تؤكد وتصر على أنها سوف تكون ممثلة في محادثات جنيف إلى جانب إيران وأميركا تواجه أيضاً معارضة من الحلفاء بما في ذلك إيطاليا وألمانيا من أجل تسليح المعارضة ، سيرغي لافروف قال يوم الجمعة بأن بلاده ملتزمة بالتحضير لعقد مؤتمر سلام، لكن دولاً وجماعات أخرى تحاول وضع « شروط مسبقة» ومؤخراً هاجمت سوزان رايس سفيرة ، الولايات المتحدة الأميركية في مجلس الأمن المنتهية خدمتها- روسيا والصين بسبب استخدامها الفيتو في مجلس الأمن لصالح سورية، واصفة تقاعس مجلس أمن الأمم المتحدة بأنه « وصمة عار» أخلاقية واستراتيجية وأن التاريخ سيحكم بقسوة، وجاء ذلك أثناء مراسم تسلمها منصب مستشارة الرئيس أوباما لشؤون الأمن القومي. المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تحدثت عن موقف بلادها الثابت والراسخ وأن برلين لن تورد الأسلحة إلى المعارضة ، متحدثة أمام البرلمان يوم الخميس قالت « وسط هذا الوضع اليائس ، الذي يهدد على نحو متزايد المنطقة برمتها، من المؤكد أنه يتفهم كل منا بأن أصدقاءنا وشركاءنا ، أميركا وبريطانيا وفرنسا، يأخذون بعين الاعتبار مساعدة أطراف من المعارضة السورية بشحنات الأسلحة وأضافت سواء يمكن أن ينجح مثل هذا النهج أم لا، فهذه مسألة مختلفة تماماً وكانت ميركل تحدثت في قمة الثماني في إيرلندا الشمالية على أنه برأيها من المستحيل تقدير المخاطر وتابعت« لقد أوضحت بشكل لالبس فيه أن ألمانيا ولدواعٍ قانونية لن ترسل أسلحة إلى مناطق الصراع، بما في ذلك سورية». واشنطن، برلين، لندن وباريس جميع هذه الدول تواجه الأغلبية المعارضة داخل بلادها، لصب الزيت على نار الأحداث الجارية في سورية، ويوم بعد يوم تنكشف الصورة لتلك المنظمات الدولية التي لاتزال تتحدث عن حق الشعوب في الحصول على حريتها ومطالبها المحقة وتنكر الطابع الإرهابي والإجرامي للمليشيات في سورية، على الرغم من أن هذه الجماعات هي نفسها من عرض مؤخراً فيديو على اليوتيوب لمقاتلي المعارضة يقطعون رؤساً بسكين صغير، ويطلقون النار على مؤيدين للحكومة السورية، حسب مايزعمون رأس كاهن ورجل آخر، فأين هي حريتهم، وعن أي ثورة وثوار يتحدثون. بقلم : كريس مارسدين |
|