تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بين لونين

رؤية
الأربعاء 10-7-2013
سوزان إبراهيم

كانت حمص بطلة الشاشات وماتزال... كان اسمها هو ما وحّد مشاهد عدة. وحمص- كأي مدينة سورية- تتقلب بين النار والدم, وبين قوة الإرادة واخضرار الحياة.

بين عاجل أحمر, وبين برنامج «إيقاعات تشكيلية» صاغت حمص دمعتي من جديد, وصغتها أنا من صور وذكريات. بين النار واللون ما هو القاسم المشترك؟ بين الخراب واللوحة ما هو القاسم المشترك؟‏

«الياس زيات» الفنان السوري المكرم مؤخراً بجائزة الدولة, يستعيد ذلك البرنامج على قناة «تلاقي» - ذات النكهة السورية المختلفة- معرضاً أقيم له في حمص صيف عام 2009 حيث كانت حمص وكل أخواتها مسرحاً للشعر والموسيقا والفن واللقاءات والسهرات.‏

أين هم الآن كل الأصدقاء الذين ظهروا في صالة النهر الخالد؟ أي دروب.. أي مسافات.. وربما أي عواطف باعدت اليوم بيننا وبينهم؟‏

بلى التسامح لا يكون بقرار رسمي من الدولة.. التسامح هو القوة الأكبر التي يملكها الإنسان, التسامح يا أبناء حمص, يا أبناء بلدي..‏

بين مشهدين تتلخص حياة مدينة- مدن.. بين خراب ودماء, وبين صالة عرض و«لمة» أحباء وأصدقاء, بين لونين متشابهين- أحمر الدم وأحمر اللوحات- تتفرق دروب ومصائر وتتنافر قلوب.‏

كانت اللوحة- الفن- قادرة على توحيدنا في كادر صورة ومكان واحد, لكن كل ما عداها شتت الكادر والمكان.. ولكي نعود ونلتقي في ذات المكان واللقطة الرائعة لابد من تسامح يحيل الأحمر إلى لون في لوحتنا السورية القادمة.. لونٍ للجلنار والوردة الشامية وأعياد الحب.‏

suzan_ib@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية