تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


استنساخ إسرائيلي !

البقعة الساخنة
الأربعاء 10-7-2013
خالد الأشهب

معارضو ائتلاف الدوحة , إذا جاز توصيفهم بالمعارضين وبعد تسلم الرياض مقاولة تشغيلهم وتوجههم إلى جانب الدوحة في تمويلهم وتسليحهم,

لا يريدون الذهاب إلى المؤتمر الدولي الخاص بسورية في جنيف .. وسينتظرون حتى يصبحوا أقوياء على الأرض كما أعلن رئيسهم الجديد , وهذا يعني بالنسبة إليهم أن « شيك » سفك الدم السوري مفتوح لديهم وفي حساباتهم حتى يصبحوا أقوياء !‏

يتذكر وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر في مذكراته المنشورة أنه كان يتحدث إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق اسحق رابين بشأن السلام مع العرب فيجيبه رابين بأن إسرائيل ضعيفة ولا تستطيع الذهاب إلى المفاوضات بحالتها هذه , ويضيف كيسنجر : أننا كنا نعطيه السلاح الأميركي المتطور حتى تتفوق إسرائيل, وحين نسأله ثانية عن الذهاب إلى مفاوضات السلام يجيب رابين : بأن إسرائيل باتت قوية فما حاجتها إلى المفاوضات ؟؟‏

منطق رابين ذاته يكرره معارضو ائتلاف الدوحة وهم يرون بأم أعينهم كيف تتمسك بهم أميركا ويحاول سياسيوها ودبلوماسيوها إقناعهم بمواصلة الرفض والمناورة على حساب الدم السوري والقدرات الوطنية المهدورة . هو منطق العدو المستعمر الذي لا يأبه لخسارات عدوه بل يحاول بشتى الوسائل زيادتها لتكون مصدراً من مصادر قوته , سواء على الأرض أو في المفاوضات المحتملة معه .‏

تلك عينة مما تخطط له أدوات الخارج العاملة في الداخل السوري , وهذا منطقها وطريقة تفكيرها بما يسقط كل شعاراتها وعناوينها الكاذبة , ويكشف عن حقيقة أهدافها المستنسخة إسرائيلياً وبامتياز .‏

ومع ذلك , ومع كل ما تنم عنه هذه المناورات الساذجة التي يذهب إليها معارضو ائتلاف الدوحة بدفع وتوجيه قطري أو سعودي أو تركي مباشر وأميركي غربي إسرائيلي غير مباشر, فإن الحكم الأخير فيما يجري وسيجري يظل هو الشعب السوري, الذي أدرك مبكراً حقيقة هذه المعارضات وكنه وطنيتها المزعومة , فتماسك والتف حول جيشه الوطني , في مواجهة أشرس عدوان خارجي تعرضت له سورية في تاريخها القديم والحديث بأدوات داخلية ومرتزقة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية