|
شؤون سياسية و آخر الفصول العدوانية الاسرائيلية في هذا الاطار ايداع لجنة التنظيم و البناء في وزارة الداخلية الاسرائيلية لمخطط هيكلي جديد لبناء مصاعد و ممرات تحت الارض بين الحي اليهودي و ساحة البراق لربط الحي بالساحة و بناء مركز لزيارة اليهود المتطرفين للمنطقة ، و هو ما يذكر الجميع بحقن سلطات الاحتلال اساسات المسجد الاقصى عام 2010 بمواد كيماوية معينة هدفها احداث زلازل اصطناعية و قد حصلت آنذاك مجموعة انهيارات في محيط الاقصى و الشوارع المؤدية اليه . وهذان العملان العدوانيان اللذان يؤكدان مدى خطورة ما تقوم به سلطات الاحتلال الاسرائيلي لتهويد القدس المحتلة و ابتلاع ما تبقى من احيائها العربية ليسا الوحيدين في مخططات التهويد و الاغتصاب بل هناك مئات الخطوات الاخرى التي تبدأ من بناء الكنس اليهودية و تكاد لا تنتهي بهدم المساجد و الكنائس و تغيير اسمائها خدمة لمشاريع التهويد المتسارعة . و في تفاصيل المشروع الجديد الذي يرمي لتهويد ساحة البراق كشف المحامي قيس يوسف ناصر ان لجنة التنظيم و البناء في القدس التابعة لوزارة الداخلية الاسرائيلية اودعت مؤخرا مخططا هيكليا لبناء مصاعد و ممرات تحت الارض بين الحي اليهودي في البلدة القديمة وساحة البراق لربط الحي مباشرة بساحة البراق و لبناء مركز لزوار ساحة البراق و منطقة تجارة قرب الساحة المذكورة و قد قدمت المخطط الشركة الاسرائيلية المسماة «شركة ترميم و تطوير الحي اليهودي في البلدة القديمة في القدس المحتلة» التي تدعي انها المالك للارض التي يسري عليها المخطط المذكور . و يشرح ناصر حيثيات المخطط الجديد بقوله :« الوصول من الحي اليهودي لساحة البراق يتم اليوم من خلال الدرج المسمى «درج الراب يهودا هليفي» ، و يهدف المخطط الجديد الذي قدمته « شركة ترميم و تطوير الحي اليهودي في البلدة القديمة في القدس » الى استبدال هذا الدرج ببناء مصعدين كهربائيين بين الحي اليهودي و ساحة البراق المصعد الاول سيكون عاموديا و الثاني سيكون افقيا ، كما يشتمل المخطط على تخصيص مركز للزوار و على منطقة للتجارة يتطلب المخطط تنفيذ حفريات واسعة تحت الارض و تحت ساحة البراق و التي ستنفذها « شركة ترميم و تطوير الحي اليهودي في البلدة القديمة في القدس » باشراف سلطة الآثار الاسرائيلية و هو ما يهدد الآثار العربية و الاسلامية في المنطقة بالاندثار من اجل تنفيذ المشروع . كما ان المشروع هو فصل جديد في تنفيذ المخطط الاسرائيلي الشامل لتحويل ساحة البراق مركزا للمتطرفين اليهود و السيطرة التامة على هذه المنطقة و تزعم السلطات انها تقبل الاعتراضات على المشروع خلال شهرين . بدوره عقب رئيس المجلس الاسلامي الاعلى داخل اراضي 1948 قائلا :« علينا التصدي لكل المشاريع الاسرائيلية التي تهدد الوجود العربي و الاسلامي في القدس المحتلة و المجلس يعمل دائما على التصدي للمخططات الهيكلية الاسرائيلية في ساحة البراق و قد استطعنا تجميد العديد منها و اكبر مثال على ذلك هو مخطط باب المغاربة . ان تجميد هذه المخططات يعطي الجهات الفلسطينية و الاسلامية المحلية و الدولية المساحة الزمنية الكافية للعمل سياسيا على ابطال هذه المشاريع للحفاظ على هوية القدس الفلسطينية . و اذا ربطنا هذه الخطوات التهويدية بما تفعله سلطات الاحتلال منذ عدة سنوات لوجدنا ان الاحياء العربية اصبحت هويتها مهددة ، فقد شرعت هذه السلطات المحتلة ببناء عشرات بل مئات الكنس اليهودية في القدس المحتلة ، كما شرعت ببناء كنيس كبير قرب حائط البراق تمهيدا لابتلاعه مستقبلا و تهويده باسم ساحة «المبكى» او «حائط المبكى» . و في عام 2010 رأينا كيف قامت السلطات الاسرائيلية بحقن اساسات المسجد الاقصى المبارك بمواد كيماوية قيل آنذاك ان هدفها هو احداث زلازل اصطناعية تؤدي الى انهيارات متفرقة في محيطه و ما الصور التي بثتها محطات التلفزيون العالمية عن الانهيارات في الشوارع المؤدية اليه الا الدليل الاكيد و القاطع على تلك الزلازل المصطنعة . و اذا ما اضفنا الى ذلك الاحياء الاستيطانية التي تصادق عليها الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة بشكل شبه اسبوعي و منها الحي الاستيطاني في جبل الزيتون بعد هدم مئات المنازل العربية هناك بأوامر قضائية مزعومة لادركنا كم هي احجام الهجمة التهويدية الاستعمارية على القدس المحتلة التي تؤكد الاحصائيات ان سلطات الاحتلال هدمت اكثر من 24 الف منزل عربي منذ احتلالها عام 1967 و حتى اليوم . بقي ان نسجل مئات الاسئلة و الاستفسارات التي لا جواب لها عند المجتمع الدولي و هي : اين هي المنظمات الثقافية و الحقوقية و السياسية من كل هذه الاعتداءات على الهوية و التراث و الارض و حقوق الانسان ؟!. و اين هي مواقفها الفاعلة كما فعلت في مالي و غيرها ام ان الصمت و التراخي هو سلوكها المفضل عند الحديث عن الكيان الاسرائيلي ؟!. |
|