تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


التوازن العسكري خيار حرب وليس خيار سلام

الصفحة الأولى
الأربعاء 10-7-2013
أسعد عبود

أطياف في المعارضة السورية الخارجية تشجعت فدعت لوقف اطلاق النار بين المتحاربين في سورية خلال شهر رمضان المبارك، متقيداً بحسن النيات الأكيد،

ومنسجماً مع دعوة الأمين العام للأمم المتحدة المشابهة وفي الاطار ذاته، ومع الترحيب الايراني بالفكرة والطموح لأن تكون بداية قابلة للتطوير أسأل:‏

إن كان لهذا التصور أرضية موضوعية تمكن من تجسيده كحقيقة، لماذا تكون الدعوة للسلام في رمضان وحسب..!؟‏

في مبادرات الحكومة السورية للدخول في حلول سلمية للواقع القائم والحرب الكارثية في اطاره، وضعت الحكومة دائماً وقف العنف أولاً، وبالتالي نستطيع تصور موافقة حكومية سورية على مبدأ وقف العنف الدائم للدخول في الحوار الكلي الشامل، وهذا معلن وليس استنتاجاً، أعلن في مبادرة الرئيس الأسد التي مازالت الأكمل والأشمل، كما أعلن في المؤتمر الصحفي للسيد وزير الخارجية في إطار المبادرة ذاتها وتأكيداً عليها.‏

لن أشكك بالنيات التي تقود التواضع الذي أوصل طيف المعارضة العارض هذا، إلى طرحه للسلام الرمضاني، بل أريد أن أسأل: هل يستطيع هذا الطرف أن يأمر بوقف إطلاق النار من قبل المسلحين المقاتلين للحكومة السورية فيطاع..؟ ولو كان لأيام معدودات..؟‏

أشك في ذلك.. غير متناس ما اشترطه بعض المعارضين للدخول في الحوار بحثاً عن السلام في توفر التوازن العسكري على الأرض، وهذا مقتبسً مما تراه الولايات المتحدة من أجل الذهاب إلى جنيف المزعوم؟! الولايات المتحدة لم تضع أمام ناظريها على الاطلاق التوجه الى الحل السلمي أو الى جنيف العتيد، أبداً أو ليس حتى الآن على الأقل.‏

الساعي للسلام يبحث عن الحوار من أجل السلام..ولا يبحث عن التوازن العسكري..! المقدمات التي قدمتها الولايات المتحدة لعقد جنيف من حيث قناعتها الفعلية بالعملية السلمية للمشكلة، مضحكة! فهي قالت لروسيا وللعالم: نذهب إلى جنيف.. وبدأت بإرسال السلاح للمعارضة من أجل حرب تستمر حتى إحداث متغيرات على الأرض لمصلحة الإرهاب والمعارضة المسلحة! وحرباً على ما أراده الراعي الأميركي تحدثت المعارضة متبجحة بسلاح ثقيل استلمته من السعودية سيكون كفيلاً بالتغيير في مجريات المعركة العسكرية على الأرض.‏

لكن...إن لم يحدث هذا التغيير بهذه السرعة..ماذا..؟‏

استمرار القتال وبشكل أشد..أليس كذلك..؟! إذاً هذاخيار حربي عسكري لا معنى لإدعاء توجهات سلمية له..!! أبداً.. مشروع الحل السلمي مؤجل بمقتضى ذلك ومشروط بتقدم العمل العسكري وتحقيق انتصارات للمعارضة تؤكد كل المؤشرات العسكرية على الأرض أنه لن يكون سهلاً تحقيقها..هذا إن كان ممكناً..!؟‏

هم عززوا أسلحتهم ليحققوا انتصارات على الجيش العربي السوري.. فمن قال إن هذا الجيش استخدم كل أسلحته؟!‏

الدعوة للتوازن مقدمة لجنيف..هي بصراحة دعوة لاستمرار العنف والدم والدمار.‏

As.abboud@gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية