|
دمشق وهم بعيدون كل البعد عن الرسالة الإلهية التي أنزلها رب العالمين على النبي محمد عليه الصلاة والسلام والتي دعت إلى المحبة والتآخي بين المسلمين، والتعاون على البر والتقوى لا على الإثم والعدوان. الموقف الصحيح الذي عبر عنه مفتي تونس الشيخ عثمان بطيخ في مواجهة هذه الفتاوى الآثمة وخاصة في تونس دفع الرئيس التونسي وتحت الضغط الخارجي والداخلي إلى إقالة المفتي لأنه خالف توجهات المتطرفين ودعاة التحريض والفتنة والتفرقة. اتحاد علماء بلاد الشام اعتبر قرار الرئيس التونسي المنصف المرزوقي بإقالة المفتي بسبب وقوفه ضد الدعوات التكفيرية وما يتعلق بالإرهاب ضد سورية أمر خطير وأنه جاء انصياعا لدعوة المتطرفين والضغوطات الخارجية. وأشار الاتحاد في بيان أصدره أمس إلى أن مفتي تونس عالم فقيه ومعتدل ووسطي ومدرك لتعاليم الإسلام كما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن قيام الرئيس المرزوقي بإقالته جاء بعد وقوف سماحة الشيخ في وجه الدعوات التكفيرية التي أدخلها المتطرفون التكفيريون إلى تونس واعتباره أن الفتاوى التي جاؤوا بها لا أصل لها في الشرع الإسلامي وإنما هي بدع ضلالة لا يجوز الاقتداء بها ولا بمروجيها حيث اعتبر أن الدعوة للجهاد في سورية لا أصل لها في الشرع وأن القتال في سورية ليس جهادا في سبيل الله لأن سورية بلد مسلم وأهله مسلمون ولا جهاد للمسلم على المسلم. ودعا الاتحاد في بيانه المرزوقي إلى التراجع عن قراره بإقالة المفتي الشيخ من أجل مصلحة تونس والتونسيين والإسلام والمسلمين ولاسيما أن المفتي اعتبر دعوة التكفيريين إلى ما يسمى "جهاد المناكحة" هو ضرب من ضروب الزنا لا أصل له في الشرع وإنما ابتدعته مخيلة التكفيريين التي تلبس بها الشيطان للتغرير بالشباب والشابات التونسيات ما أفرز في المجتمع التونسي حالة اجتماعية صعبة موضحا أن هذه الدعوة جعلت الأغيار ينظرون إلى الإسلام نظرة فيها تحقير وإهانة واستخفاف ما دفع مفتي تونس إلى الدفاع عن الإسلام ووضع الأمور في نصابها. وبين الاتحاد في بيانه أن مفتي تونس وقف في وجه الدعوات الموجهة إلى من يطلق عليهم لقب دعاة للمجيء إلى تونس وهم في الواقع جناة يدعون للتكفير وشق المجتمع الإسلامي ما أحدث شرخا كبيرا في الشارع التونسي بين أطياف الشعب كافة. واعتبر الاتحاد أن قرار إقصاء مفتي تونس جاء انصياعا لضغوطات خارجية وداخلية وخروجا للرئيس التونسي الذي قال عن نفسه إنه وسطي وحداثي وليبرالي "عن المصداقية مع الذات" وأنه يأتي "استجابة لدعوة المتطرفين" الأمر الذي سيدفعهم إلى التجرؤ على طلب المزيد ويسهم في نشر الخراب والقتال بين أبناء الشعب التونسي ويصبح كل مواطن يكفر الآخر ويدعو إلى قتله. |
|