|
أخبار بالأمس سقط نظام الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك والذي شكل قوة دفع اساسية بعد تونس لترويج ما يسمى ربيعاً عربياً على الاراضي العربية ليكون سقوط الاخوان في مصر منعطفاً اساسياً وتاريخياً لتحويل هذا المشروع الى ربيع عربي حقيقي بانتهاج ثورة 30 حزيران منطلقاً قومياً وطنياً عروبياً دون تدخلات واملاءات خارجية والمعلوم أن الثورة الحقيقية تنبع من ثقافة المجتمع ولا تكون دخيلة وكلما كان التغير الحقيقي نابعاً من داخل الانسان ومن ذاته كان هذا التغير اصدق وانجح وأنجع وليس كما يفعله ممثلو الاسلام السياسي (الاخوان المسلمون). بالأمس خرجت الملايين من ابناء الشعب العربي المصري يقودهم عشقهم وتسبقهم خطوات المواطنة والمحبة ليقولوا لا لهذا الحكم الرجعي والفكر الرجعي في مشهد اشبه بيوم الحشر فما كان من هذه الجموع إلا أن وجهت ضربة قاضية في الصميم لهذا التنظيم وربما الى الابد. يذكرني هذا المشهد بالملايين التي خرجت لإعادة القائد الخالد جمال عبد الناصر بعد ان اعلن تنحيه عن منصب الرئاسة وكأن مشهد اليوم هو نظير الامس يجدد ذاته ويحيي ذكره بهؤلاء القوميين العروبيين الذين ينشدون السلام والاعتدال وليقولوا كما كانت مصر أم الدنيا.. هي اليوم ستبقى اماً للدنيا وللعروبة وللإسلام المعتدل. نعم هي مصر تجدد وعدها في تشرين 1973 بجيشها البطل وابنائها الشرفاء الذين عودونا ان يبقوا دائماً في خندق واحد ولعل ما قامت به القوات المسلحة المصرية من جهود لانجاح ثورة الشعب في 30 حزيران إلا بداية لطريق انتهجتها القوات المصرية بأن الشعب خط احمر ولا شرعية إلا للشعب العربي المصري الذي سقط تحت اقدامه حكم اخواني حكمه الشرعي ساقط وبامتياز. من يقرأ المشهد ير أن لمصر ثقلاً كبيراً في العالمين العربي والاسلامي وما جرى فيها لن يتوقف عند حدودها بل سيتعداها الى كل الدول التي تأمركت وانتهجت هذا الفكر الاخواني ولعل ما يجري في تركيا وما سيتبعه من تداعيات وارتدادات على تونس والاردن والسعودية وكل الدول التي تدعم الارهاب تحت عباءة الإسلام والاسلام منهم براء- وتآمرت على سورية شعباً وارضاً وقيادة لخير دليل بأن هذا المشروع الاخواني قد سقط الى غير رجعة. والسؤال لماذا سورية وما علاقة سورية بمصر؟ سورية هي الاخ التوءم لمصر وما يجري على ارض الكنانة يجري على ارض سورية ويؤثر فيها لترابطهما العضوي والروحي فعبد الناصر من قال إن سورية هي قلب العروبة النابض لهذا استهدفت وتستهدف بأرضها وجيشها وقيادتها وتعاقب لأن بوصلتها القدس ولأنها لم ترض ان تكون في اي مشروع لا يخدم العروبة مع انها ذاقت الويلات من الاعراب قبل الاغراب ولأنها رفضت ان تحجز مقعداً في مشروع الشرق الاوسط الكبير الذي خططت ومولت ونفذت اجزاءه الادارة الاميركية وأذنابها في المنطقة. اليوم وبعد قرابة الثلاث سنوات من الارهاب الممنهج تبقى سورية صامدة بجيشها وشعبها وقيادتها ومن يراهن على سقوطها هو واهم واقول له اقرأ التاريخ من اوغاريت انطلقت ابجديات السلام والمعرفة الى العالم وهذا نص مكتوب منذ آلاف السنين اكتشف في اوغاريت شاهد على ما أقول لأننا امة سلام ومحبة: (حطم سيفك وتناول معولك واتبعني لنزرع السلام والمحبة في كبد الارض أنت سوري وسورية مركز الأرض). فهل يختزل هكذا تاريخ ممن لا تاريخ له؟؟! وهل تلغى حضارة من قبل من لا حضارة لهم؟؟! سؤال برسم الإجابة. |
|