|
استراحة لاحظ خلال سيره أن الثلج لا يلتصق بحذائه الطويل المصنوع من المطاط، بل يُنزع عنه بسهولة، وضع كوبمان هذه الملاحظة جانباً، ومضى يجمع الكرز لفطيرته المفضَّلة. وبعد عدة أيام جلس على مائدة الغداء مع صديقه ومحاميه وقتذاك، وذكر له الملاحظة، فشجعه صديقه على التفكير بابتكار يسمح له بالاستفادة من هذه الملاحظة البسيطة. في اليوم نفسه جرَّب كوبمان أن يملأ أكواباً مصنوعة من المطاط بالماء ويجمدها، ولما حاول أن يخرج الثلج منها، وجده ينزلق بسهولة ويسر، فصمم صينية ثلج معدنية مع فواصل من المطاط، وأخرى معدنية أيضاً لكن بأكواب من المطاط، وصينية أخرى صنعت كاملة من المطاط، وقام بتسجيل براءات اختراعها على يد الصديق المحامي. لكن فكرة مكعبات الثلج لا تبدأ مع كوبمان، فرغم بساطة الفكرة وبما يبدو عليها من قلة أهمية، فإنها مرت بمراحل كثيرة حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم. ففي العام 1844م، قام الطبيب الأمريكي جون جوري ببناء ثلاجة تصنع الثلج لاستخدامه في تبريد غرف المرضى بالحمى الصفراء، ويعزو البعض لثلاجة جوري الفضل في أول مكعبات صغيرة للثلج عرفها التاريخ، وإن كان هذا استنتاجاً ليس له دليل مباشر، ذلك أنه قائم على ما ورد في مذكراته من أن مرضاه كانوا يعالجون أيضاً بشرب العصير المثلج. وفي العام 1914م ابتكر فرد وولف جهازاً للتبريد سماه (دوميرل) لكن هذا الجهاز لم يلق نجاحاً تجاريا، فقد احتوى لأول مرة صينيةً بسيطة لصنع الثلج، أوحت لصانعي الثلاجات في تلك الفترة بإدراج شبيهاتها في منتجاتهم هم أيضاً، فشاعت في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي صواني الثلج المدرجة مجاناً مع كل الثلاجات الجديدة التي يبتاعها العامة. وفي العام 1933 ظهرت أول صينية مرنة على يد المبتكر جاي تنكهام، بحيث تثنى الصينية من جانبيها ليسمح لمكعبات الثلج بالتحرر من الصينية بسهولة. كان تنكهام نائباً لرئيس شركة (جنرال يوتليتيز) التي تنتج معدات المطبخ والمنزل، وسمي الابتكار صينية ثلج ماك كورد، وبيعت لأول مرة في تلك السنة بنصف دولار أمريكي، وظهرت لاحقاً تصميمات عدة لصينيات الثلج، منها ما كان من البلاستيك، ومنها ما كان من الألومنيوم. وبالرغم من أننا لا نزال اليوم نطلق عليها صينية «مكعبات الثلج»، إلا أن العديد من المصممين استمتعوا بخاصية تشكل الماء على شكل قالبه، فصمموا قوالب بأشكال أسطوانية مختلفة، بينما قدمت ديزني صينيات ثلج معروفة بقوالب على شكل شخصيات عالم ديزني المفضلة. |
|