تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


موسم هجرة الحبارى والصقور

استراحة
الثلاثاء 13-10-2009م
تبدأ طيور الحبارى في أواخر شهر أيلول وأوائل شهر تشرين الأول بالهجرة إلى مواطن تكاثرها، وينتهي موسم الهجرة في شهر آذار عندما تبدأ الحرارة بالارتفاع،

ويستطيع الصقارون التعرف على بدء موسم الصيد، حيث تبدأ عملية التحول التدريجي في المناخ، وتأخذ درجة الحرارة في الانخفاض تدريجياً، ويصاحب ذلك تغيرات طبيعية حيث يلاحظ إخضرار النباتات الصحراوية وانخفاض درجة حرارة المياه الجوفية.‏‏

وتبدأ طلائع الطيور المهاجرة البرية والبحرية في الوصول إلى شواطئ الخليج العربي الدافئة وتسمى عملية نزوح الطيور إلى هذه المنطقة (اللفو) كما تُعرف عملية هجرة الطيور في طريق مناطق الشتاء وعودتها إلى موطن تكاثرها بالعبور.‏‏

وترجع أسباب هجرة الطيور إلى الحاجة إلى الهروب من البرد والظلمة والحياة بمناطق مكشوفة للرياح القاسية والبرد القارص، كما أنها تهاجر للبحث عن ظروف معيشية أفضل ومناخ للراحة والاستجمام، وأيضاً للتزاوج والتكاثر، وأيضاً لتلاحق الفرائس التي تهاجر جنوباً في نفس الوقت.‏‏

وعادة ما تهاجر الصقور إلى الشمال في فصل الصيف وذلك لتوفر الغذاء، وعلى سبيل المثال تزدهر أزهار برية بديعة وغنية في الدائرة القطبية التي يمتد نهارها إلى 24 ساعة ورغم بساطة هذا الغذاء إلا أن توفره بكميات كبيرة يجتذب العديد من الطيور إلى القطب الشمالي من أجل التزاوج.‏‏

وتحلق الطيور في ارتفاعات عالية لتصل إلى أعلى كفاءة ممكنة للطيران، وقد أدرك العلماء بواسطة الدراسات التي تستخدم الرادار أن بعض الطيور تعدل ارتفاعها لتكون في أفضل وضع للاستفادة من الرياح عند الطيران عكس اتجاه الرياح تبقى معظم الطيور على ارتفاع منخفض حيث تقلل سلاسل الجبال والأشجار والمباني من سرعة الرياح بينما في حالة الطيران باتجاه الريح يمكن أن يزيد الطير من ارتفاعه للوصول إلى أفضل وضع للطيران.‏‏

وتشكل الطيور أشكالاً بديعة في طيرانها، منها الطيران على شكل الرقم سبعة، وقد تطير مستقيمة أو بشكل منفرد كما تفعل الصقور، وتشير نتائج الدراسات لبيئات الهجرة إلى أن معظم الصقور يطير إلى الارتفاع الذي تتوفر فيه درجة الحرارة المناسبة.‏‏

وتمثل الهجرة بالنسبة للصقور وغيرها من الطيور الأخرى ولجميع الكائنات ضرورة حياتية لازمة تتم ممارستها بطريقة فطرية ووفق نظام دقيق لا يختل إلا بعوامل الأسر والموت أو الضعف الناتج عن المرض وغير ذلك من العوامل الأخرى، وفيما نجد أن بعض أسباب الهجرات تعود إلى طلب الرزق أو الأمن أو المناخ أو التزاوج فإن كثيراً من الهجرات تظل لغزاً مجهولاً لم يكشف العلم عن كنهه حتى الآن.‏‏

وتتفاوت أنماط ومسارات الهجرة بدرجات كبيرة وفقاً للتفاوت في الأنواع والأبعاد السلبية بين مناطق الشتاء والتصييف، وتحدث معظم الهجرات في نصف الكرة الشمالي وهناك عشرون نوعاً فقط من جنوب أفريقيا تقضي الشتاء شمالاً عندما لا يتجاوز أفريقيا الاستوائية بالمقارنة مع 183 نوعاً من ذوات الأصول القطبية تنتقل إلى شبه الصحراء الأفريقية لقضاء الشتاء.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية